متابعة
عاد موضوع “الحراكة” بمدينة الناظور، من جديد إلى الواجهة، حيث لجأوا هذه المرة لتسلق السيارات عوض الشاحنات، وهو الأمر الذي من شأنه أن يخلف حوادث سير مميتة ويودي بحياتهم، كما حدث خلال الأيام الأخيرة بميناء بني أنصار.
وشوهد أحد “الحراكة” وهو يستلق سيارة أجرة كبيرة، غير مكترث لما سيحدث في حال ضغط السائق على فرامل السيارة.
فمدينة الناظور القريبة من مدينة مليلية المحتلة والمطلة على الواجهة المتوسطية، تحولت إلى وجهة مفضلة ل”الحراكة” الراغبين في الهجرة إلى الضفة الأوربية، وهذا ما يجعل عدد من الأطفال يغامرون بحياتهم من أجل تحقيق حلم الهجرة صوب شبه الجزيرة الايبيرية.
وبالرغم من إغلاق المعابر الحدودية الوهمية لمليلية السليبة، إلا أن هؤلاء الأطفال يتسمّرون في مختلف الشوارع الرئيسية لمدينة الناظور التي يطلق عليها جزافا “بابا أوربا”، وينتظرون السيارات والشاحنات والحافلات المتجهة صوب مدينة بني أنصار.
ويلاحظ في شوارع المدينة عدد من “الحراكة” وهم يتسلقون الحافلات والشاحنات أملا في نقلهم إلى ميناء المسافرين ببني أنصار، دون الاكتراث بالعواقب، في حين تؤدي مثل السلوكات إلى وقوع حوادث مميتة.
وفي الوقت الذي كانت فيه فئة المهاجرين السريين عادية بمدينة الناظور قبل ظهور فيروس “كورونا” المستجد، كان يتواجد هؤلاء الأطفال القاصرين الذين ينعتون ب”الحراكة”، أمام وكالات الأسفار وينتظرون الحافلات المتجهة صوب أوروبا بغرض الاختباء بداخلها رغبة منهم في ملامسة الحلم الأوروبي.
ويتحدث أصحاب وكالات الأسفار عن هذه “الفئة” من القاصرين والشباب، كونهم حفظوا عن ظهر قلب أسماء الحافلات والبواخر ووقت إقلاعها، لأن رغبة جامحة في الهجرة إلى إسبانيا تعتريهم بشكل دائم .
ويتخذ “الحراكة” من الشوارع والأماكن الخالية مأوى لهم، إذ يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، فيما يعيشون أوضاعا إجتماعية موصوفة ب”المزرية”، في حين كان من الفروض أن يكون مكان تواجدهم هو منازلهم ومتابعة الدراسة.
وفي المقابل، تتعامل السلطات الأمنية مع موضوع الهجرة السرية بالجدية اللازمة وتشدد عليها الخناق، فيما تقوم بترحيل “الحراكة” على متن حافلات صوب مدن الداخل وإبعادهم عن مدينة الناظور لكونها منطقة ساحلية وحدودية.