تغيرات المناخ تُشعل فتيل زواج القاصرات.. ليلى أملي تناقش الحلول

29 مايو، 2024 - 00:01 المجتمع تابعونا على Lwatan

لوطن،كوم | الرباط

تُلقي التغيرات المناخية بظلالها القاتمة على مختلف جوانب الحياة، لتُشكل هاجساً عالمياً يتطلب جهوداً مُتضافرة لمواجهة تداعياته المتزايدة.

وضمن سلسلة التحديات التي تُضاعف من وطأة هذه الظاهرة، تبرز قضية تزويج القاصرات كأحد المؤشرات الخطيرة على تفاقم الأزمات الاجتماعية والاقتصادية، خاصةً في البلدان النامية.

في هذا السياق، نظمت اليونيسف وصندوق الأمم المتحدة، أخيرا، ندوة بالدار البيضاء ناقشت فيها مشاكل تزويج القاصرات، بمشاركة تمثيليات مجموعة من الدول العربية بينها مصر، لبنان، اليمن، الصومال، الاردن، العراق، السودان بالاضافة المغرب.

وضمنه ألقَتْ السيدة ليلى أملي، رئيسة جمعية “أيادي حرة”، كلمةً هامة سلطت الضوء على أبعاد هذه الظاهرة المُتداخلة، مُقدمةً تحليلاً عميقاً للجذور الكامنة وراء تفاقمها في ظلّ التحديات المناخية.

وأكدت السيدة أملي على أنّ الأثر البيئي لتغير المناخ يتجلى بوضوح في منطقة البحر الأبيض المتوسط، حيث يُهدد القطاع الزراعي، ركيزة أساسية للأمن الغذائي ومعيشة الأسر، بِمخاطر جسيمة، حيث يترتب على ذلك ازدياد حدة الفقر والبطالة، ممّا يُلقي بِعبءٍ ثقيلٍ على كاهل النساء والفتيات، خاصةً في المناطق الريفية.

فمع تراجع فرص العمل وتقلص الموارد، تُضطرّ بعض الأسر إلى اللجوء إلى زواج بناتهنّ في سن مبكرة، كنوعٍ من التأمين الاجتماعي وخوفاً من عدم قدرتهنّ على إعالة أنفسهنّ في ظلّ الظروف المعيشية الصعبة، ونظراً لِقلة فرص التعليم والوعي، تفتقرُ الفتيات المُتزوجات القاصرات إلى المعرفة والمهارات اللازمة لتحسين وضعهنّ وتحقيق طموحاتهنّ، ممّا يُكرّس حلقة مفرغة من الفقر والتهميش.

ولكن، لم تُغفل السيدة أملي عن دور العوامل الثقافية والمجتمعية في تفاقم هذه الظاهرة، مُؤكدةً على ضرورة تغيير النظرة الدونية للمرأة والفتاة، وتعزيز قيمتها كفردٍ فاعلٍ في المجتمع.

وشددت ذات المتحدثة على أهمية التوعية بمخاطر زواج الأطفال على صحة الفتيات ونُموّهنّ النفسي والعقلي، وتأثيره السلبي على مستقبلهنّ وعلى المجتمع ككلّ، داعية إلى تمكين المرأة وتوفير فرص التعليم والعمل لها، لِتُصبح قادرةً على اتخاذ قراراتها بنفسها وتحقيق استقلالها الاقتصادي.

وأشارت السيدة أملي إلى أنّ معالجة هذه الظاهرة المُعقدة تتطلب نهجاً شاملاً يبدأ من سنّ قوانين صارمة تُجرم زواج القاصرات، وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي للفتيات المُتزوجات قاصرات، إلى جانب برامج التوعية والتثقيف المُستمرة.

وأخيراً، أكدت على أنّ تعزيز مشاركة المرأة في جهود مكافحة تغيرات المناخ يُعدّ عنصراً هاماً لتحقيق التنمية المستدامة. فمن خلال مشاركتها الفاعلة في صنع القرارات المتعلقة بحماية البيئة، يمكن إيجاد حلول مبتكرة تُراعي احتياجات المجتمعات المحلية، وتُساهم في الحدّ من مخاطر تغيرات المناخ وتأثيرها على حياة الأطفال والنساء.

عموما، إنّ معالجة ظاهرة تزويج القاصرات تتطلب جهوداً مُشتركة من جميع فئات المجتمع، بما في ذلك الحكومات والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني.

فمن خلال العمل الجماعي والتضامن، يمكن كسر حلقة الفقر والتهميش التي تُؤججها تغيرات المناخ، وبناء مجتمعات أكثر عدلاً واستدامة تُتيح للفتيات والنساء فرصة العيش بكرامة وتحقيق إمكاناتهنّ الكاملة.