زلزال الحوز.. كم يبقى الإنسان على قيد الحياة تحت الأنقاض؟

10 سبتمبر، 2023 - 05:14 الرئيسية تابعونا على Lwatan

ضرب زلزال مُدمر المغرب، ليل الجمعة، ليخلف نحو 5 آلاف ضحية، ما بين قتيل وجريح، ومئات العالقين تحت الأنقاض، وسط جهود لسرعة الوصول للمصابين والعالقين لإنقاذ حياتهم.

مع مرور الوقت، تتضاءل فرص العثور على ناجين، وبحسب الخبراء تؤثر عوامل مختلفة على مدة بقاء الإنسان على قيد الحياة، تحت الأنقاض، بينها مدى توافر الماء والهواء، ومدى لياقته البدنية والذهنية.

غالبا ما تتم عمليات الإنقاذ في أول 24 ساعة من حدوث الزلزال، وعادة ما تلغي الأمم المتحدة جهود البحث ومحاولات الإنقاذ بعد نحو 7 أيام من وقوع الكارثة، إلا أن زلزال تركيا الأخير، شهد ما وصف بـ”المعجزات” بعد خروج أشخاص على قيد الحياة بعد 13 يومًا كاملة من الزلزال.

كم يبقى الإنسان على قيد الحياة تحت الأنقاض وما هي العوامل المؤثرة؟


هناك الكثير من العوامل تؤثر في الوقت الذي يُمكن أن يبقاه الإنسان دون ماء، فيحدث الجفاف بسرعة، ويؤدي إلى العطش الشديد، والإرهاق، إلى فشل الأعضاء في النهاية، ففي اليوم الأول بدون ماء قد يشعر الإنسان بالعطش أما في اليوم الثالث، قد يدخل الشخص في مرحلة فشل الأعضاء، وفقًا لموقع medicalnewstoday، ويختلف تأثير الجفاف من شخص إلى آخر، فلكل شخص مستوى تحمل مُختلف، فالبعض قد يكون قادرًا على البقاء على قيد الحياة دون ماء بشكل أكبر من الآخرين، إذ يحتاج الجسد للماء حتى يقوم بالعديد من الوظائف الأساسية.

وكقاعدة عامة، يُمكن أن يعيش أي شخص بدون ماء لمدة 3 أيام تقريبًا، ومع ذلك هناك عدة عوامل مؤثرة، مثل كمية المياه التي يحتاجها الفرد، وتشمل تلك العوامل “العمر، مستويات النشاط، الصحة العامة، الطول والوزن، الجنس”.

كما يؤثر الطعام، إذا كان الشخص العالق يستطيع الوصول إلى الطعام، يؤثر على كمية الماء التي يحتاجها، فإذا كان الإنسان يتناول أطعمة غنية بالمياه، مثل الفواكه أو العصائر، فهو لن يحتاج إلى الكثير من الماء كمن يتناول الأطعمة الجافة.

وللبيئة المحيطة تأثير كبير على بقاء الإنسان على قيد الحياة، فمن يعيش في مناخ شديد الحرارة سيتعرق، مما يؤدي لفقدان المياه بسرعة.

الإصابة


كما أن الهواء والماء أمران أساسيان للبقاء على قيد الحياة تحت الأنقاض، فإن الإصابة تعد عاملًا حاسمًا، ففقدان الدم يقلل من احتمال البقاء حيًا أكثر من 24 ساعة.

ويقول البروفيسور ريتشارد إدوارد مون، خبير العناية المركزة من جامعة ديوك في الولايات المتحدة، إن نقص الماء والأكسجين من العوامل الحاسمة، موضحًا أن الشخص البالغ يفقد ما يصل إلى 1.2 لتر من الماء كل يوم، وعندما يفقد الشخص ثمانية لترات أو أكثر يصبح مريضًا بشكل خطير، بحسب “بي بي سي”.

ظروف المكان


تؤثر وضعية تواجد الشخص تحت الأنقاض على حياة الإنسان، فإذا كانت لديه مساحة محدودة للتنفس، أو مصابًا بإصابات خطيرة، ففرص البقاء على قيد الحياة تصبح ضئيلة للغاية.

قصص الناجين


في أكتوبر 2005، سجلت حالة إنقاذ لسيدة تبلغ من العمر 40 عامًا، تدعى ناكشا بيبي بعد شهرين من الزلزال الذي ضرب كشمير في باكستان، وعثر عليها مصابة بتصلب في العضلات وكان وضعها الصحي سيئًا للغاية.

أما في 2010، فتم إنقاذ رجل بعد 12 يومًا تحت أنقاض متجر تعرض للنهب، كما عثر على رجل آخر على قيد الحياة بعد 27 يومًا تحت الأنقاض التي أعقبت الزلزال، في هايتي جراء الزلزال الذي وقع في يناير 2010، والذي أودى بحياة أكثر من 220 ألف شخص.

وفي مايو 2013، انتشلت امرأة من أنقاض مصنع في بنجلاديش، بعد 17 يومًا من انهياره، وقالت إنها ظلت تأكل طعامًا جافًا لمدة 15 يومًا، ولم يكن لديها سوى الماء في اليومين الأولين.