بقلم محمد الورياشي
وككل نهاية سنة نودع المنصرمة ونستقبل الجديدة ، وكل أملنا أن تكون أحسن من سابقتها بالنسبة لنا كأفراد وجماعات وشعوب ، ووكل نهاية سنة نستحضر أهم أحداثها بأفراحها ومأسيها، أحداث وشخصيات كانت لها بصمة وأثر في نفوس عامة المواطنين نستحضرها من خلال دردشات فيما بيننا، أو من خلال وسائل الإعلام على إختلاف أنواعها وتلاوينها.
وبالمناسبة إرتأيت أن أتطرق من خلال “لنا الكلمة” لسلسلة الأحداث التي أعتبرها ميزت سنة 2020 التي ودعناها على المستوى المحلي والوطني وحتا الدولي منها .
لم أخمن كثيرا في أهم أحداث السنة البيضاء / السوداء التي ودعنها ، فهي بيضاء من حيث الحصيلة المعتادة على الأقل خلال سنين مضت من حيث حملة من الأحداث التي تشهدها مختلف المدن المغربية في شكل تظاهرات ثقافية وفنية ورياضية وحتا التجارية منها ذات الصيت العالمي ، هذا إلى جانب الركود التجاري والأزمة الخانقة التي مر وتمر منها مختلف الشرائح الإجتماعية وغيرها، جراء أكبر حدث الذي شهده العالم بأسره خلال السنة ، ويتعلق الأمر بظهور فيروس كورونا المستجد بداية العام وما تلاه من إجراءات إحترازية ساهمت بشكل كبير ومباشر في إنتاج الأزمات وتواليها، مقابل ضعف الجكومة في التعاطي معها والمساهمة في حلها.
فأهم حدث شهدته سنة 2020 على المستوى الدولي كان ” كورونا ” ، وأهم حدث إرتبط به محليا إغلاق المغرب لحدوده البرية مع الجارة إسبانيا من خلا المعابر مع مليلية المحتلة ، قرار سيادي منطقي ومعقول لم تواكبه إجراءات حكومية إستعجالية لتدبير تبعات الإغلاق الفجائي وحرمان عشرات الآلاف من المواطنين من قوت يومهم اليومي ، تلاها قرار غريب للقيادة المركزية للإتحاد المغربي للشفل القاضي بحل الأجهزة الجهوية لذات التنظيم وتعيين أعضاء مكتب إنتقالي ، بعد تدخل الإتحاد الجهوي للمساهمة في حل يبعات إغلاق الحدود…
هنا لابد أن أتوقف لأوضح موقفي الشخصي من الإنخراط في عملية “الرحيل” ومغادرة الإتحاد في إتجاه المنظمة الديمقراطية للشغل، والتي تظم مناضلين أعطوا الشيئ الكثير للإتحاد المغربي ، قبل مغادرته لأسباب مشابهة وتتعلق بعملية “إعدام الديمقراطية” ، غادرنا بشكل شبه جماعي للسبب ذاته ووحدنا صفوفنا وبقي مشكل العمال الحدوديين المشتغلين بمدينة مليلية المحتلة عالقا إلى يومنا هذا.
هذا وتميزت سنة 2020 عن سابقاتها برحيل العديد من الأطر والنخب المغربية في زمن كورونا، فقدنا الكثير منهم وهم الذين بصموا أهم الأحداث وكانوا شخصيات سنوات مضت، توالى ولا يزال يتوالى العزاء ، ولم نعد نحصي موتانا والحصيلة كانت كارثية باالنظر إلى تبعاتها على المستوى القريب …
كانت سنة الأزمات والصدمات بإمتياز إلى درجة أن نشطاء بموقع التواصل الإجتماعي كانوا يرفعون الدعاء لإنجلائها وإنجلاء الوباء الذي ميزها وأفقدنا طعم عيش سنة 2020 .
لكن يبقى أن سنة 2020 كانت سنة إنتصار للدبلوماسية الملكية بامتياز ، وكانت منطلقا لإعلان نهاية جبهة البوليساريو ومسانديها، بعد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية لموقفها من قضية الصحراء ، ونصرتها للمغرب من خلال الإقرار بسيادته على كامل صحرائه، والإعلان عن تطبيع المغرب لعلاقاته مع دولة إسرائيل رسميا ، إلى جانب إفتتاح ما يقارب ال 20 دولة لقنصلياتها بمدينتي الداخلة والعيون ، إنتصار دبلوماسي مسبوق زادني تفاؤلا وأملا في قرب نهاية الصراع.
وموضوع الحديث يجرني إلى القول أن حكما قضائيا صدر الأسبوع الأخير ، زادني هو الآخر أملا في إستقلال قضائنا عن التأثيرات الخارجية وحتا الداخلية ، ويتعلق الأمر بالنطق بعدم متابعة أحد أصدقائي رجل الأعمال العثماني ، وبرائته من التهم المنسوبة له، وهو ما أثلج صدري وصدر المتتبعين وزاد من ضيق صدر الحاقدين على القضاء ممن ألفوا الإصطياد في المياه العكرة والتفرقة …
فاللهم لاحسد ولا شماتة، والحمد لله على قضاء الله وقدره واللهم متعه بالصحة وسط أفراد عائلته والحمد لله أنني صادقته لله رغم كيد الكائدين من المقربين…
وأخيرا سنة سعيدة لكل المغاربة وعموم المسلمين عسى أن ينجلي الوباء والبلاء ، وموعدنا مع أبرز حدث سنة 2021 ، المحطة التاريخية والمفصلية التي قد نكون من بعدها أو لا نكون .