توقفت مسيرة المنتخب المغربي في نهائيات كأس العالم لكرة القدم قطر 2022، عند المحطة قبل الأخيرة، حينما سقط أمام منتخب فرنسا بطل النسخة المنصرمة، قبل أن يتعرض لهزيمة قاسية في مباراة تحديد المركزين الرابع والثالث أمام منتخب كرواتيا وصيف النسخة الماضية التي اقيمت في روسيا .
نتيجة لم ترضي الكثير من المتتبعين والمناصرين لأسود الأطلس، حيث تعالت الأصوات التي تهاجم الركراكي واشباله، وحزينة على خسارة بطاقة التأهل الى النهائي والمركز الثالث.
غير أن المتسبب في هذه الانتقادات ليس الا اسود الاطلس نفسهم، وذلك بعد النتائج الباهرة التي حققوها منذ بداية كأس العالم وحتى وصولهم إلى المربع الذهبي بين الكبار.
المنتخب المغربي نجح في تحقيق انتصار وراء الآخر، ليصعد متصدرا للمجموعة، ثم واصل النتائج الطيبة في المونديال، ليتأهل من دور الـ16 إلى ربع النهائي ثم نصف النهائي.
تلك الانتصارات رفعت من طموحات الجماهير العربية، التي أصبحت لا ترى المنتخب المغربي إلا في نهائي كأس العالم، بل البعض تخيل أن أسود الأطلس سيرفعون كأس العالم دون أي مشكلة.
ولكن لغياب التوفيق وسوء الحظ، واجه المنتخب المغربي أقوى فريق في مونديال قطر وهو المنتخب الفرنسي، هذا بالإضافة إلى الإصابات التي تسببت في غياب أبرز العناصر بالفريق.
ورغم ذلك قدم منتخب المغرب مستوى مُبهرًا أمام فرنسا حامل لقب المونديال، ولكن التوفيق غاب ليخسر أسود الأطلس، ونجد بعض الجماهير تهاجم المدرب وليد الركراكي، واتهمته بأنه لم يبدأ المباراة بالشكل المثالي.
ثم لعب منتخب المغرب على المركز الثالث أمام كرواتيا، وخسر الأسود بهدفين مقابل هدف واحد، ليبدأ البعض في مهاجمة اللاعبين ويؤكد على أنهم قصروا ولم يقدموا ما عليهم داخل الملعب!
السؤال هنا، هل إذا كان المنتخب المغربي قد خرج من دور المجموعات أو الـ16 كما هو المعتاد من المنتخبات العربية، كنا سنرى هذا الحزن والانتقادات من الجماهير الغاضبة؟
المنتخب المغربي حقق ما لم يكن يتخيله أكثر الجماهير تفاؤلًا، وهو مناطحة الكبار والفوز عليهم بالمونديال، والوصول إلى نصف النهائي واللعب على الميدالية البرونزية وتحقيق المركز الرابع، علينا أن نسعد جميعًا بهذا الإنجاز، ونشكر هذا الجيل التاريخي، ونتمنى أن نرى إنجازات عربية جديدة في النسخ القادمة بالمونديال.