lwatan.com
كشفت صحيفة “إلباييس” الإسبانية، عن إقتراب إسبانيا والمغرب من إتمام ترتيبات تاريخية لإعادة فتح الجمارك في مدينتي سبتة ومليلية، بعد أكثر من ثلاث سنوات من المفاوضات الشائكة التي شهدت توترات حادة في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
ووصفت صحيفة “إلباييس” هذه الخطوة بأنها تحول جذري يُعيد الحياة إلى الشراكة الحدودية، ما يثير تساؤلات حول طبيعة التبادلات التجارية المتوقعة بين الجانبين.
وفي تقريرها، أشارت الصحيفة إلى أن الرباط كانت قد أغلقت جمارك مليلية بشكل مفاجئ ودون سابق إنذار في غشت 2018، ما أثار جدلًا واسعًا حول أسباب القرار وتداعياته.
أما بالنسبة لسبتة، فقد أوضح المصدر ذاته أن المدينة لم يكن لديها جمارك من الأساس، وهو ما يجعل الاتفاقية الجديدة تطورًا فريدًا يستحق المتابعة الدقيقة.
لكن صحيفة “إلباييس” أكدت أن التبادلات التجارية، رغم أهميتها، ستكون محكومة بقيود صارمة وتنظيم دقيق، حيث تنص الاتفاقية على السماح بعبور شاحنة واحدة فقط يوميًا عبر كل مركز جمركي في الاتجاهين، في خطوة تعكس حذر البلدين وإدارتهما الدقيقة لهذه المرحلة الحساسة.
وأشارت صحيفة “إلباييس” إلى أن قائمة المنتجات المسموح بتبادلها تشمل الفواكه، البقوليات، والأسماك القادمة من المغرب، في حين ستصدّر إسبانيا منتجات النظافة والتنظيف، الأجهزة المنزلية، والإلكترونيات.
هذه القائمة المحددة، كما أوردت الصحيفة، قد تكون البداية لتعاون أوسع، لكنها تفتح باب التكهنات حول تأثيرها المحتمل على الأسواق المحلية والإقليمية.
هذا فيما كشفت جريدة “الفارو دي مليلية” عن تفاصيل مثيرة بشأن الاتفاق المرتقب بين المغرب ومليلية المحتلة، حيث يستعد المغرب لتصدير منتجات حيوية تشمل الفواكه، الخضروات، الأسماك، والمواد الخام، في خطوة تعكس انفتاحًا اقتصاديًا مدروسًا.
في المقابل، ستقتصر المنتجات الإسبانية المسموح بمرورها على قائمة محددة ستقررها السلطات المغربية بعناية، حسب الصحيفة، ما يضيف عنصر الغموض إلى طبيعة هذه القائمة.
وتابعت الصحيفة، أن المرحلة الأولى ستشهد استبعاد نظام المسافرين بالكامل، ما يثير تساؤلات حول مدى تأثير هذه الخطوة على ديناميكية التبادل التجاري وحدودها في المستقبل القريب.
وفي المقابل، أكدت المندوبة الحكومية في مليلية، سابرينا موح، حسب تقارير إسبانية، أن إعادة فتح الجمارك يتم بتنسيق كامل مع المغرب لضمان تحقيق كافة الضمانات، مشددة على أن هذه الجمارك لن تعود بالشكل السابق، بل ستتوافق مع متطلبات القرن الحادي والعشرين.
كما أوضحت أن العملية ستتم تدريجيًا لضمان تحقيق أفضل النتائج دون عقبات.
ورغم هذه التطمينات، أبدت المندوبة استياءها من انتشار “معلومات غير دقيقة” حول هذا الملف في بعض وسائل الإعلام، معتبرة أن نشر مثل هذه الأخبار قد يؤثر سلبًا على الجهود المشتركة.
من جهة أخرى، أعرب رئيس مدينة مليلية المحتلة، خوان خوسيه إمبرودا، عن تحفظه إزاء ما وُصف بشروط مغربية لتقييد حركة بعض البضائع، مثل مواد البناء والمنتجات الزراعية.