متابعة
دفعت ضرورة التخفيف من آثار إغلاق معابر مليلية المحتلة المتاخمة لإقليم الناظور على ممتهني ما كان يوصف بـ”التهريب المعيشي”، العديدَ من المتدخلين والمؤسسات والمسؤولين، على المستويين الوطني والمحلي، إلى التفكير في مشاريع اقتصادية تواكب الآلاف من هذه الفئة، إلى جانب المتضررين من جائحة كورونا خلال السنتين الماضيتين، وتنزيلها على أرض الواقع تدابيرها.
في هذا السياق، تم إحداث صندوق خاص لمواكبة وإدماج النساء المتضررات، بشراكة مع مجموعة من الشركاء، من بينهم مجلس جهة الشرق ووزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة وعمالة إقليم الناظور والمجلس الإقليمي، بقيمة 8 ملايين درهم خلال شطره الأول.
ومكن هذا الصندوق من مواكبة حوالي 300 مستفيدة، من بينهن من كنّ يمتهنّ حمل السلع والبضائع المهربة من داخل ثغر مليلية المحتل صوب إقليم الناظور لفائدة المهربين، وإنجاز ما يقارب 200 مشروع للمساهمة في توفير بديل اقتصادي لهذه الفئة.
وعدّد بدر حرش، مسؤول عن ملحقة المركز الجهوي للاستثمار بمدينة الناظور، مجموعة من الفرص التي أتيحت لإدماج النساء في سوق الشغل على مستوى الإقليم، وبالضبط في مدينة بني أنصار المتاخمة لمليلية المحتلة، من بينها على الخصوص معمل لتقشير القمرون يشغل ما يقارب 1000 امرأة، ومعمل لإعادة تدوير القماش يشغل نحو 1200 عامل وعاملة.
وأضاف حرش، ضمن تصريح لهسبريس، أنه تم إنجاز منصة لوجيستية من أجل توفير مستودعات وخلق بدائل للفئة المتضررة من إغلاق المعابر من مستوردين وتجار بهدف تحفيزهم واستمرار نشاطهم.
وذكر بهذا الخصوص استكمال الشطر الأول من الحظيرة الصناعية لـ”سلوان”، والسهر على إنجاز الشطر الثاني منه، وهو ما سمح، بحسبه، بخلق ما يقارب 200 مصنع، بينها مصانع في مراحلها الأخيرة للإنجاز كمصنع خاص بالأجبان.
ولم يفت المسؤول ذاته التذكير بما وصفها بـ”الأوراش الكبرى” التي تعرفها مدينة الناظور والإقليم ككل، كورش ميناء الناظور-غرب المتوسط، وتهيئة بحيرة “مارتشيكا”، مشيرا إلى أن هذين الورشين سمحا بخلق دينامية في المجال السياحي كذلك.
وبالنسبة لحرش، فإن هذه المشاريع مكنت من التخفيف إلى حد كبير من آثار الجائحة وإغلاق المعبر الحدودي، وخلق آفاق واعدة للتنمية الاقتصادية بإقليم الناظور والمنطقة ككل.
ومنذ ليل الإثنين-الثلاثاء، عادت الحياة من جديد إلى معبر بني أنصار بعد استمرار إغلاقه لما يزيد عن سنتين؛ إذ تمكّن مجموعة من المغاربة العالقين بالثغر المحتل من ولوج إقليم الناظور، كما سُمح لحاملي الإقامة بمليلية أو الاتحاد الأوروبي أو تأشيرة “شنغن” بالمرور نحو الجانبين.
وابتداء من 31 ماي الجاري، ينتظر أن يتم السماح للعمال العابرين للحدود بالعبور عبر “باب مليلية” في إطار المرحلة الثانية للفتح التدريجي لمعبري سبتة ومليلية، وفق الاتفاق المبرم بين المغرب وإسبانيا عقب استئناف علاقاتهما الديبلوماسية.