مصطفى هلهول : أغنية “أغارابو نغ…”سياسية وطنية وليست انفصالية كما يروج لها البعض!!

19 ديسمبر، 2021 - 23:48 الرئيسية تابعونا على Lwatan

لوطن.كوم

فقط لمن يهمه موضوع ملحمة أغربو انغ
بقلم مصطفى هلهول عضو سابق في مجموعة إصفظاون وحاليا مع فرقة بنعمان

تعتبر هذه الأغنية من الأغاني التي تعبر بصدق عن مرحلة عرفت فيها الساحة الثقافية والسياسية بمدينة الناظور نشاطا وازدهارا لامثيل لهما . ورغم مرور حوالي 40 سنة عن ظهور هذه الأغنية التي كانت بمثابة الشعار السياسي للشباب آنذاك ،فإنها ما تزال تلقى تجاوبا وتعبيرا عن الوضع الراهن ، وما تزال تحتفظ براهنيتها إلى يومنا هذا . وقد نلمس هذا خلال تقديمها في الجامعات والمناسبات والمهرجانات من طرف مجموعة بنعمان وعديد من الفرق الغنائية العريقة والحديثة
اول اغنية تدخل الإذاعة والتلفزة المغربية بحكمها

اغنية سياسية وطنية وليس انفصالية عن الوطن كما يروج لها البعض مؤخرا. أصلا الاغنية ألفت في زمن لم يكن فيه أنذاك لا فكرة الجمهورية ولا المطالبة بالحكم الذاتي ولا فكرة الانفصال، ولم تتم المناداة على أصحاب الاغنية في زمان الرصاص من اجل التحقيق لا من طرف الشرطة ولا من طرف المخابرات المغربية، بالعكس تم تكريمهم كما اشرنا اعلاه بإدخال الاغنية إلى الاذاعة الوطنية وفوز الفرقة الغنائية إصفظاون صاحبة الأغنية في إحدى اكبر المسابقات الغنائية انذاك في برنامج يدعى ” أضواء المدينة” سنة 1978

أغربو نـــــــــــــــغ أثننده س فوس نـــــــغ

مركبنا، سنقوده بأيدينا يتبادر إلى الذهن الحكم والسلطة وتدبير الشأن العام من طرف الشعب . وقد يفهم منها أيضا مطالبة صريحة بنوع من الحكم الذاتي للريف (وهو المعنى الذي يحمس كثيرا فئة من المناضلين في الحركة الأمازيغية حاليا ) غير أنه لا كاتب الكلمات و لا أعضاء المجموعة التي غنوها ،كانوا يقصدون ذلك . وهذا ما يعبر عنه البيت التالي :

أمان اني ذيگــــوار ثني اتيذي نــــــــــــغ

ثزوغ اني ذيـــــــس ذ ذمن ن رجذوذ انــغ

الماء الذي يسير فيه هو عرقنا

ولونه الأحمر هو لون دماء أجدادنا

إيحاء إلى الطبقة الشغيلة التي تنتج خيرات البلاد بعرقها ، ودماء المجاهدين والمناضلين الذين أفدوا أرواحهم من أجل تحرير البلاد من المستعمر .

هذا الكلام الذي يأتي في الأخير بعد استعراض لمعاناة الشعب نتيجة عدم حكم نفسه بنفسه، وذلك حينما تقول وتكرر:

أقيي ذ ربحـــــــــار

أوجد في البحر، علما أن مفهوم البحر في التعبير المجازي يوحي بكثرة المشاكل واستعصاء حلولها.

وفي خضم الصراع مع أمواج البحر وأهواله في الليلة الظلماء، يلوح في الأفق نور نجم الفجر في السماء، وهو بصيص من الأمل وتعبير عن التفاؤل في الخلاص:

أمندج ذربحــــــــار تواريغ إثري ن رفجار

ثني ذلعلمـــــــــــات ن طرام أق يڱــــــوار

وبهذا يكون مضمون القصيدة عبارة عن أطروحة سياسية تنطلق من تشخيص للواقع بتناقضاته وصراعاته الاجتماعية التي تتجه نحو التغيير إلى الأفضل عبر بزوغ علامات الإنفراج . وهو تعبير دقيق عن مرحلة انطلاق المسلسل الديموقراطي بالمغرب أواسط السبعينيات .

الصورة لمصطفى هلهول عضو فرقة بنعمان .