انتقد الرابور المغربي عمر سهيلي الشهير بـ”ديزي دروس” الأوضاع الاجتماعية الراهنة، بحس فني نابع من معاناة المغاربة، وبكلمات شبهها البعض بـ”القاصية” من خلال أغنيته الجديدة “العشران” التي سرعان ما تحولت إلى الحديث الأبرز بين مواقع التواصل الاجتماعي التي احتفت بهذا الإصدار الجديد.
وتحدث “ديزي دروس” بلسان معظم المغاربة الذين احتاروا في طرق التعبير عن الواقع المعيش، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، حيث تزامنت أغنيته مع ارتفاع الأسعار وسخط الشعب خلال الفترة الجارية، مشيرا إلى الشخصيات السياسية التي كانت سببا في كل المعاناة.
واعتمد عمر سهلي الخطاب النقدي الذي وجهه بشكل مباشر لشخصية أخنوش رئيس الحكومة المغربية، وحزب التجمع الوطني للأحرار الذي أظهره في الفيديو كليب بشكل رمزي، عبارة عن عصفور للعبة “أنغري بيرد”، الذي يوحي إلى رمز الحمامة الخاص بالحزب المذكور.
وبنبرة حادة وجه “دروس” رسالته لأخنوش حيث قال: “كيفاش باغي تربي المغاربة وانت ماعارف حتى كيفاش تهضر”، منتقدا الطريقة التي يتحدث بها رئيس الحكومة مع الشعب المغربي، معيدا التذكير بخطابه الشهير حول إعادة تربية المغاربة، الذي أثار آنذاك موجة من السخط والغضب، والذي قال فيه: “..من تنقصه التربية من المغاربة، علينا أن نعيد تربيته..”
“دروس” تطرق لمواضيع عدة بطرق مختلفة بعضها صريح وبعضها تلميحا، من الأوضاع المعيشية، إلى الفساد (غسيل الأموال)، وحرية الصحافة والتعبير وغيرها.
واستحضر الرابور ديزي دروس المشهد الشهير للصحافي العراقي منتظر الزايدي الذي رشق الرئيس الأمريكي جورج بوش بحذائه خلال ندوة صحفية، حيث أعاد تمثيلها في فيديو” كليب أغنيته “العشران” مشيرا إلى تعرضه للاعتقال والتعنيف بسبب ما قام به.
لم يكن عزيز أخنوش فقط الشخصية البطلة في “فيديو كليب” “ديزي دروس”، بل انتقد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية والناشط الحقوقي العلماني أحمد عصيد، اللذين وضع مكانهما شخصين يشبهانهما، يتشاجران أثناء استضافتهما في برنامج “الاتجاه المعاكس” الذي يبث على قناة الجزيرة، لمقدمه فيصل القاسم، حيث أطلق عليه في “مسرحيته” اسم فيصل القاصف، مشيرا بذلك إلى التيارين الإسلامي المحافظ و”الحداثي”، والتناقضات المطروحة بينهما.
لم يتوقف الفنان عند انتقاده لأخنوش فحسب، بل تعمق في ذلك إلى شخصيات أخرى، في المجال الفني، حيث وصلت سهامه إلى الرابور المغربي “دون بيغ” ومنال بنشليخة وأسماء بيوتي، ليحافظ من خلال ذلك على حس “الكلاشات”، ما جعل الأغنية تحصد أكثر من مليون مشاهدة خلال ساعات قليلة على الإفراج عنها، بل وأصبحت حديث نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي.