أوروبا تقر إجراءات صارمة للحد من تفشي كورونا.. وميركل تحذر الألمان من أيام صعبة

18 أكتوبر، 2020 - 13:15 Uncategorized تابعونا على Lwatan

دخلت إجراءات صارمة حيز التنفيذ في أوروبا السبت كجزء من محاولات حثيثة يؤمل منها السيطرة على الموجة الثانية من وباء كوفيد-19، كان أبرزها منع التجمّع في لندن وفرض حظر تجوّل في فرنسا وإغلاق المدارس في بولندا.

يأتي ذلك في أعقاب أسبوع شهد ازدياداً في الإصابات (+44% مقارنة بالأسبوع السابق)، بينما انخفضت في أميركا اللاتينية والشرق الأوسط وآسيا حسب تعداد أجرته فرانس برس.

وترى منظمة الصحة العالمية أنّ الوضع في أوروبا يبعث على “القلق الشديد”.

ميركل تحذر الألمان

في ألمانيا التي أحصت 7,830 إصابة جديدة في 24 ساعة، وهو رقم قياسي، طلبت المستشارة أنغيلا ميركل من مواطنيها السبت ضبط العلاقات الاجتماعية قدر الإمكان.

وحثت ميركل الألمان على التكاتف لإبطاء تفشي كورونا في البلاد، كما فعلوا في الربيع الماضي.

وقالت ميركل في كلمتها الأسبوعية “تنتظرنا أشهر صعبة …كيف سيمر علينا الشتاء وموسم أعياد الميلاد الإجابة ستكون في الأيام والأسابيع المقبلة وستتوقف على طريقة تصرفنا”.

وأضافت “تخلوا عن كل سفر ليس ضرورياً بالفعل، عن كل احتفال ليس ضرورياً بالفعل. من فضلكم الزموا منازلكم”.

بريطانيا

ففي المملكة المتحدة، أكثر الدول الأوروبية تضرراً جراء تفشي وباء كوفيد-19 (43429 وفاة و15 ألف إصابة جديدة الجمعة)، اتجهت السلطات إلى تشديد القيود. وكانت بريطانيا (أكثر من 55 مليون نسمة) قد حدّدت التجمعات بستة أشخاص كسقف أعلى (في الداخل والخارج على السواء) وسط إغلاق الحانات عند الساعة 22,00. ولكن مع حلول السبت، أصبح نصف السكان خاضعين إلى قيود أكثر شدّة.

فلندن وعدّة مناطق أخرى، بما يعني نحو 11 مليون نسمة، منعت التجمعات في الأماكن المغلقة بين العائلات والأصدقاء، فيما تخضع لانكشاير (شمال-غرب) وليفربول لحالة تأهب صحي قصوى (لا لقاءات بين العائلات في الداخل كما في الخارج، وإغلاق الحانات التي لا تقدّم وجبات الطعام).

في ايرلندا الشمالية، أغلقت الحانات والمطاعم الجمعة لمدة شهر وجرى تمديد العطل الدراسية.

تسارع في فرنسا

في فرنسا حيث يتسارع انتقال العدوى (+25086 إصابة الجمعة)، صار سكان عدّة مدن كبرى بما فيها باريس وضاحيتها (نحو 20 مليون شخص في الإجمال)، خاضعين منذ السبت إلى حظر تجوّل بين التاسعة مساء والسادسة صباحاً ولمدّة أربعة أسابيع على الأقل.

ويتصف الوضع في فرنسا على أنّه من بين الأسوأ في أوروبا مع إحصاء أكثر من 33300 وفاة و834,770 إصابة. إضافة إلى المنطقة الباريسية، تشمل لائحة المعنيين بهذه الإجراءات مدن ليون وليل وتولوز ومونتبوليه وسانت-اتيان واكس-مرسيليا وروان وغرنوبل.

واحتفل العديد من محبي السهر مساء الجمعة الماضي بآخر ليلة، وقال الطالب البالغ 19 عاماً كورتيس مغديلون “نغتنم الفرصة قدر الإمكان، نزور مطعماً، نجول على الحانات ونتنزه رفقة بعض الأصدقاء في جادة الشانزيليزيه”.

وتدخل قيود جديدة حيز التنفيذ في وارسو ومدن كبيرة أخرى في بولندا: المدارس والثانويات مغلقة وسط اعتماد آليات التعلّم من بعد، المطاعم تغلق أبوابها عند التاسعة مساء، حفلات الزواج ممنوعة وعدد الأشخاص في المتاجر سيكون محدوداً كما هو الحال في وسائل النقل العام والمناسبات الدينية.

في جمهورية تشيكيا التي تعاني على صعيد أوروبا من أشدّ مستوى إصابات ووفيات لكلّ مئة ألف شخص، طلبت الحكومة من الجيش تشييد مستشفى ميداني خارج براغ يتسع لـ 500 سرير.

والجمعة فقط، سجّلت هذه الدولة التي يسكنها نحو10,7 مليون نسمة 1283 وفاة و11105 إصابات.

“ارتفاع مطرّد”

على مستوى العالم، كلّ المؤشرات تأخذ اللون الأحمر. فقد أودت الأزمة الوبائية بحياة 1,105,691 شخصا منذ بدايتها حسب تعداد أجرته فرانس برس.

ويوم الجمعة فقط، سجّلت 6118 وفاة و403,629 إصابة. وسجّلت إيطاليا الجمعة 10010 إصابات جديدة، في أعلى حصيلة يومية في هذه الدولة. وفي بلجيكا، فرِض حظر تجول بدءاً من منتصف الليل إلى الخامسة فجرا. وسيتعين إغلاق كل المقاهي والمطاعم في البلاد اعتبارا من الاثنين لمدة شهر على الأقل.

وتجاوزت هذه الدولة عتبة مئتي ألف إصابة حديثاً وذلك بعدما تجاوزت عتبة مئة ألف في 20 سبتمبر.

وبرر رئيس الوزراء ألكسندر دي كرو الإجراءات بأنّ “الأرقام تتضاعف كل أسبوع، ترتفع بشكل كبير، إنه ارتفاع مطرّد”.

وبلجيكا واحدة من الدول الأوروبية الأكثر تضرراً نسبة إلى عدد سكانها (10359 وفاة من أصل 11,5 مليون نسمة). وقال وزير النقل البلجيكي جورج جيلكينيت إن “مستشفياتنا مزدحمة، والأرقام مرتفعة كما كانت في آذار/مارس عندما قررنا الإغلاق لمدة شهرين”.

لعلّ بارقة الأمل الوحيدة وسط هذه الأنباء تكمن في إعلان المختبرات الأميركية لمجموعتي “فايزر” و”مودرنا” أنها تخطط للتقدم بطلب ترخيص للقاحاتهما بحلول نهاية تشرين الثاني/نوفمبر في الولايات المتحدة، ما سيعني زمناً قياسياً في سرعة تطوير لقاح.

رغم ذلك، فإنّ حملة لقاحات محتملة في نهاية العام ستكون محدودة للغاية بما لا يسمح باحتواء الوباء.

وتبقى الولايات المتحدة الدولة الأشد تضرراً عالمياً (218,602 وفاة، ما يعني وفاة واحدة من أصل خمس وفيات عالمياً)، تليها البرازيل (153,214 وفاة) فالهند (112,998 وفاة). وفي إفريقيا، تخطت دولة جنوب إفريقيا، الأشد تضرراً على مستوى القارة، عتبة 700 ألف إصابة وسط تسجيل 18.370 وفاة.

وتحوي هذه الدولة نسبة 43% من الإصابات المثبتة في القارة كلّها. رغم ذلك فقد جرى تخفيف القيود وسط خشية السلطات من حدوث موجة وبائية ثانية.