بقلم : رشيد احساين
كشفت “جائحة كورونا ” التي ضربت العديد من بلدان العالم وضمنها المغرب بالرغم من وجود فوارق جمة تظهرها أرقام وإحصائيات ، وبالرغم من ذالك يبقى المغرب وبشهادة منظمة الصحة العالمية والعديد من القادة من البلدان التي سارعت إلى تفعيل إجراءات إحترازية ، ضمنها إغلاق الحدود البرية مع إسبانيا وتعليق الرحلات الجوية مع مجموعة من البلدان ، وإلغاء مختلف الرحلات بين المدن المغربية من خلال وسائل النقل العمومية وغيرها من الإجراءات وصولا لفوض حالة الطوارئ الصحية وما تلاها من تداعيات خصوصا بالنسبة للفئأت الهشة والمشتغلين في القطاعات الغير مهيكلة وغيرهم ( كشفت ) عن ترسخ ثقافة التضامن والتآزر فيما بين مختلف مكونات الشعب المغربي.
فبعد إعطاء الملك لتعليماته السامية لتخصيص صندوق خاص للتصدي لفيروس “كورونا” وتبعاته، سارعت العديد من المؤسسات العمومية والخاصة إلى الإستجابة ل “نداء الوطن” وساهم الموظفون والمنتخبون برواتبهم الشهرية أو بجزء منها على المستوى الوطني، شأنهم في ذالك شأن بعض المسؤولين الإقليميين بالناظور وبرلمانييه وبعض الموظفين والمواطنين والبعض من المقاولين والتجار.
لكن ذالك لم يعكس الصورة الحقيقية لأعيان إقليم الناظور، والثروات التي راكمها البعض على حساب البعض ، وعلى معاناة البعض من أبناء المنطقة ، أعيان يظهرون في مناسبات ويختفون في مناسبات كما هو حاصل الآن ،أعيان يدعون الوطنية ويتبجحون بها كلما تم دعوتهم من قبل مسؤولي هذا الإقليم ل”التبرع” في إنتظار السداد في مناسبات لاحقة في شكل إمتيازات ، وهو الوضع الذي لم يعد قائما بفعل التحولات التي شهدتها البلاد .
مناسبة الحديث تجرني إلى ذكر بعض الأسماء والإطارات التي رفضت إدراج مساهماتها من خلال مقالات صحفية لأنها لم تكن تبتغي من خلالها لا جزاء ولا شكورا وقبل ذالك أعتذر لها عن إدراجها ضمن مقالتي التي تعبر عن رأيي ورأي الغالبية ، وضمنها الإطار المدني الذي يضم فعاليات إقتصادية ، والمسمى “إئتلاف مستثمري شمال شرق المغرب”، إطار حديث العهد بالتأسيس ساهم بالشيئ الكثير من خلال ممثليه في إعطاء دينامية لميناء بني أنصار، وتشغيل عدد مهم من ممتهنات التهريب،كما خصص إعانات مادية شهرية لللمصابات بالسرطان والعمى من ممتهنات ذات النشاط وغيرها من الأمور التي همت جلب الإستثمار وإنعاش التشغيل، وبخصوص “جائحة كورونا” ساهمت الجمعية بجهاز لتتبع عملية التنفس من خلال منظار ، كما ساهم بشاشات تلفاز للجناح المخصص للحجر الصحي للمحتمل أو المصابين بالفيروس، وعمل على المساهمة في إنشاء حجرتين للمراقبة وغيرها من المبادرات ، هذا إلى جانب مساهمة جمعية المطاحن بكمية مهمة من الدقيق،إلى جانب مساهمة شركة ” رونو الناظور ” بسيارة إسعاف مجهزة ، وصاحب مقاولة معروفة في مجال العقار والبناء الذي ساهم بدوره ، هذا دون أن أنسى رفيق مجعيط رئيس مجلس الناظور بمبلغ 20 مليون سنتيم وزعها بالتساوي بين المحتاجين من أبناء إقليمي الناظور والدريوش، بالإضافة إلى مساهمته في إيواء البعض من النساء من الحوامل والعجزة المغربيات العالقات بمدينة مليلية المحتلة والأغطية ومواد أساسية للمغاربة العالقين، ومساهمات أخرى تندرج في إطار التضامن مع الفئآت المحتاجة وغيرهم من المحسنين . ليبقى السؤال حول مصير أثرياء الناظور ممن رصدتهم الأعين التي لا تنام.
الحقيقة هي أن القلة القليلة ممن يتشبعون بثقافة وقيم التضامن، والقلة القليلة هي من تملك حسا وطنيا حقيقيا ولا تنتظر لا جزاء ولا شكورا،والقلة القليلة هي من تؤدي واجباتها تجاه مؤسسات الدولة من ضرائب وغيرها ، قبل مطالبتها بحقوقها، وما أكثر الإنتهازيين ممن سلبوا البلاد والعباد وراكموا الثروات في انتظار المزيد …فهل من مزيد من الغيورين الصادقين أم إنتهى الكلام.