بدأت القوات الإسرائيلية في تنفيذ ما يعرف بـ”سياسة الأرض المحروقة” في مختلف مناطق قطاع غزة، من خلال تدمير مربعات سكنية كاملة مكتظة بالسكان، بالقصف الجوي والمدفعي العنيف بهدف عزلها عن محيطها، في ما يبدو أنه تمهيد لبدء تنفيذ عملية برية.
وأسفر القصف عن مقتل العشرات وإصابة المئات، إذ واجهت فرق الإسعاف صعوبات بالغة للوصول إلى الضحايا بسبب اشتداد القصف وقطع الطرقات وذلك في خامس يوم على الحرب غير المسبوقة بين الفصائل الفلسطينية والجيش الإسرائيلي.
وفي مخيم جباليا ومحيطه شمالي قطاع غزة، باغتت الطائرات الحربية سكان حي البخاري ومنطقة السكة وشارع زمو بقصف جوي ومدفعي عنيف، وسقط العشرات منهم ما بين قتيل وجريح.
وليس ببعيد عن هذا الحي، دمرت الطائرات الحربية بشكل كامل، حي الكرامة الواقع شمال غربي غزة إذ وصف الأهالي هناك الوضع بـ”المجرزة البشعة”، بسبب سقوط عدد كبير من الضحايا وغالبيتهم من الأطفال والنساء.
وقصف الطيران الحربي الإسرائيلي بعشرات الصواريخ، منطقة شارع الرشيد الموازي لشاطئ بحر القطاع ومنطقة الميناء، ما أدى إلى دمار واسع في المنطقة وعزلها عن محيطها. بينما تعرضت منطقة قيزان النجار بخانيونس جنوب غزة لقصف مكثف من الطائرات الحربية استهدف منازل المواطنين وتدمير الطرق، وأسفر أيضاً عن عدد كبير من القتلى والجرحى.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان لها، إن حصيلة ضحايا “العدوان الإسرائيلي” كما وصفته، ارتفعت إلى أكثر من 950 قتيلا بينهم 260 طفلاً، و230 سيدة، ووصل عدد الإصابات إلى أكثر من 5 آلاف.
ولم تسلم الطواقم الإعلامية من القصف إذ قتل 8 صحافيين فلسطينيين، ولا يزال اثنان من الصحافيين في عداد المفقودين، بحسل المسؤولين الفلسطينيين.
ونبهت السلطات في غزة إلى أن شركة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة مهددة بالتوقف خلال ساعات نتيجة نفاذ الوقود.