يبدو أن مستوطنة مليلية ستكون أحد أبرز الرابحين من التطورات المستجدة في العلاقات المغربية الإسبانية، ذلك عقب إقرار إسبانيا بمبادرة المغرب للحكم الذاتي كحل وحيد لقضية الصحراء المغربية المتنازع عنها مع الجبهة الإنفصالية البوليساريو منذ قرابة 5 عقود.
وفي هذا الإطار، قالت جريدة “إلفارو ذي مليلية” الناطقة بالإسبانية، نقلا عن مسؤول حكومي أنه بمجرد أن يؤكد المغرب “أن الأزمة الدبلوماسية قد إنتهت” فسيتم إستئناف فتح الحدود المغلقة منذ 13 مارس 2020، عندما قررت الرباط قطع حركة المرور عبر الحدود بذريعة تفشي وباء فيروس كورونا.
وفي بيان مقتضب ، تدافع الحكومة الإسبانية عن إعادة العلاقات مع المغرب “لضمان استقرار وسيادة وسلامة أراضي” البلدين. وجاء في بيان مونكلوا بعد أن أعلن المغرب عن رسالة أرسلها بيدرو سانشيز إلى الملك محمد السادس أظهر فيها دعمه لمشروع الحكم الذاتي المغربي للصحراء ، والذي لطالما تهربت إسبانيا من دعمه. وخفف المتحدث باسم الحكومة المغربية ، يوم الخميس ، ردا على سؤال من الصحفيين ، التوتر الدبلوماسي بين البلدين ، مؤكدا استمرار إغلاق حدود مليلية وسبتة لأسباب صحية.
فيما تدافع حكومة إسبانيا عن أن إعادة العلاقات مع المغرب مشروط بالاحترام المتبادل بين البلدين و “عدم وجود إجراءات أحادية الجانب” مثل تلك التي قام بها المغرب صيف 2018 عندما أغلقت مكتب الجمارك التجارية في مليلية ، دون إبلاغ الحكومة الإسبانية ، وهو الذي افتتح منذ الخمسينيات.
مليلية، سبتة والصحراء:
أثار في سنة 2020، رئيس الحكومة المغربية وقت ذاك، سعد الدين العثماني عاصفة إعلامية، بعدما صرح في مقابلة مع إحدى وسائل الإعلام العربية أن مليلية وسبتة مغربيتان مثل الصحراء، وأنه سيأتي وقت إعادتهما إلى المغرب.
في ذلك الشهر (دجنبر 2020) ، كان من المقرر عقد اجتماع رفيع المستوى بين إسبانيا والمغرب ، ولكن تم تأجيله إلى فبراير 2021 ولم يتم عقده أبدًا إلى غاية اليوم.
ومنذ ذلك الحين ، عانت العلاقات بين البلدين من خلافات بعد إقامة مزارع أسماك مغربية في مياه الجزر الجعفرية القريبة من بلدية رأس الماء بإقليم الناظور، والتي تقع ضمن نفوذ الإحتلال الإسباني.