إلى السيدة زينب والسي جطو والحموشي ..أغيثونا

7 أغسطس، 2019 - 14:48 لنا-الكلمة تابعونا على Lwatan

بقلم : رشيد أحساين
هاته المرة إرتأيت أن أنقل معاناة ساكنة إقليم الناظور ، مع الفساد والمفسدين بمختلف المؤسسات العمومية والمنتخبة بالإقليم ، وأن أؤجل تفكيري في الرحيل عن هذا الإقايم والوطن عموما ، في الوقت الراهن على الأقل ، خصوصا بعد خطاب العرش الأخير ، الذي أعلق عليه أملي في إحداث لملك لرجة قوية تسقط رموز الفساد الحقيقيين ، وتعيد الأمل لعموم المواطنين ، شأني في ذالك شأن كل الغيورين على هذا الإقليم الذي يعد جزءا لا يتجزأ من هذا الوطن، الذي خذله القيمين على شؤونه قبل أعدائه.
فلن أخفيكم أن الملك من خلال إرادته الراسخة والواضحة والتي لن يجادل أحد في كونه لا يبتغي إلى الخير لأمته والرقي ببلده في مختلف المجالات ، حز خطابه بمناسبة الذكرى ال 20 الموجه للأمة في نفسي ، وجعلني أتريث في البحث عن مستقبل أبنائي خارج هذا البلد كما فعل شباب وشيوخ ورجال ونساء هذا الوطن الذي أجل المفسدون مسيرة تنميته بالرغم من كثرة الخطابات الملكية التي يبدو أنها لم تجد آذانا صاغية ، وبالتالي توجب إتخاذ إجراءات عقابية في إطار الردع,
فإلى السيدة زينب العدوي الوالي المفتشة العامة للإدارة الترابية التي حضيت بثقة الملك، وإلى السيد ادريس جطو رئيس المجلس الأعلى للحسابات ، وإلى السيد عبد اللطيف الحموشي بصفته مديرا عاما لمديرية مراقبة التراب الوطني ، وإلى رئيس النيابة العامة السيد محمد عبد النباوي، إليهم أتوجه من أجل التدخل كل من موقعه ومن خلال مهامه والصلاحيات المخولة له ومن منطلق ثقة الملك فيهم ،أن يتدخلوا بكل صرامة وحزم لإيقاف زحف الفساد والتجاوزات التي تشهدها مختلف الإدارات والمؤسسات العمومية ، وعلى رأسها الجماعات المحلية بالإقليم والجهة عموما ، بالإظافة إلى مؤسسة العمران التي تدبر الملايير من الميزانية العامة في مجال إعادة الهيكلة بمختلف جماعات الإقليم إلى جانب جملة من المشاريع التي تعد شريكة فيها أو صاحبة  المشاريع، وإلى جانبها الوكالة الحضرية ووكالة تهيئة بحيرة مارتشيكا التي لم تفتحص ولم يتم التدقيق في ملفاتها والنظر في مدى ترشيدها للنفاقات ،منذ تأسيسها، خصوصا وأن ذات الوكالة خسرت مجمل القضايا المرفوعة ضدها ، ورفعا لكل لبس قد يحصل للمتتبعين والرأي العام الذي يعتقد أنها مؤسسة تابعة للقصر بالنظر إلى الطريقة التي يتم إعتمادها في الترويج للمشروع من قبل مسؤولي الوكالة وعلى رأسهم سعيد زارو المدير العام لذات المؤسسة العمومية، والمؤسسات المعنية بالإستثمار منتخبة كانت أو غيرها .
إن الوضع لم يعد يحتمل وغير مطاق خصوصا وأن الناظور تحولت إلى ” مزبلة للحكومة المغربية ” التي فشلت في تدبير المجال الإجتماعي الذي يحضى باهتمام ملكي واسع ، فالناظور تحولت إلى مرتع لكل ما هو مشين لموقعه الإستراتيجي من جهة وإتشغالات مسؤوليه بمراكمة الثروات من جهة أخرى ، فلا مؤشرات لوجود سياسة للمدينة ، ولا وجود للمدينة أصلا وفق التعاريف للأخيرة ، ولا حياة لمن تنادي بعد سياسات التهجين المعتمدة من قبل عمال الإقليم الذين تعاقبوا على رئاسة عمالته ، ومنتخبيه فالكل أصبح متورطا ، والساكت عن الحق كما يقال شيطان أخرس، فكلنا مسؤول عن فضح الفساد والكشف عن رموزه ، وهو ما أشار له الملك ضمن خطبه السامية ، لكن يبدوا أن لا أحد مستعد للتضحية بمصالحه الشخصية والضيقة ، في سبيل هذا البلد.
إليهم جميعا أتوجه بنداء أخير ، قصد دعم هذا الملك الذي حز في نفسه ما يحز في أنفسنا، وإعداد تقارير تشخص مسببات الوضع الكارثي الذي يعيشه الإقليم وساكنته التي تتألم في صمت بعد التحولات والوقائع التي تلت ” حراك الريف ” و ” حراك جرادة ” وغيرها من الأشكال الإحتجاجية المناهضة للفساد والمطالبة بمطالب مشروعة وعادلة أكد الملك في أكثر من مناسبة عن حرصه للإستجابة لها.
فالنيابة العامة مطالبة وملزمة بالتعاطي الإيجابي مع مختلف التظلمات و الشكاوى والتبليغات عن الجرائم خصوصا تلك المتداولة من قبل الإعلام ، أو من خلال وسائط التواصل الإجتماعي ، ولنا في الإطار أكثر من نموذج وضمنه تصريحات أحد أعضاء المجلس الجماعي للناظور، وتصريحات أحد النشطاء الحقوقيين وهو ما جعلنا نناشد رئاسة النيابة العامة للتدخل ، خصوصا وإن أمعنا في الأدوار المنوطة بالإعلام ، والقوانين المنظمة للأخير .
إليكم جميعا أتوجه ملتمسا أدائكم لمهامكم بهذا الإقليم الذي نجدد تذكيركم أنه جزء لا يتجزأ من المغرب ، وأن ساكنته رعايا عاهل البلاد ، منبهين جنابكم الموقر إلى مالا تحمد عقباه في القريب من المستقبل ، بفعل سيادة اليأس والبؤس ووجود أرضية خصبة للتطرف ومعاذاة الدولة ومؤسساتها ، والتشكيك في خطب الملك التي نؤكد أن لا أحد يجادل في صدقيتها باعتبارها ناطقة ومستنبطة من هموم عموم الشعب المغربي .
إليهم جميعا أتوجه بالقول ” فكروا بهدوء ، واضربو بقوة ” على حد قول الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي الذي حارب أعداء التحرر والإستقلال بالداخل ، قبل الخارج ، فالفساد الإداري يعد أحد أبرزمبطلات المصالحة مع الريف وأبنائه ، أحد أكبر التحديات التي رفعها محمد السادس منذ تربعه على العرش.
إليكم أقول على أساس أن نعمل من جانبنا على كشف التجاوزات بمؤسسة العمران والوكالة الحضرية والمحافضة العقارية ووكالة تهيئة بحيرة مارتشيكا في قريب الأيام سواء من خلال ملفات أعداد جريدة ” الشعب ” والبداية من وكالة زارو ، أو من خلال مقالات بجريدة ” أنمون ” الإلكترونية تتطرق للفساد المستشري ، إليكم أقول كونوا في مستوى ثقة الملك فيكم .
وختاما ” وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ” صدق الله العلي العظيم.