اغتيال يحيى السنوار: غباء القادة في زمن الخيانة!

17 أكتوبر، 2024 - 16:18 لنا-الكلمة تابعونا على Lwatan

بقلم ياسين الحسناوي

إن صحت الادعاءات الإسرائيلية باغتيال يحيى السنوار، رئيس حركة حماس، خلال اشتباك في جنوب غزة، فسنكون أمام مأزق من نوع خاص، لا يتعلق بمصرع قائد فحسب، بل بكشف النقاب عن واقع مؤلم، يشي بأن من كنا نعتبرهم قادة عظام، لم يكونوا سوى مجموعة من المغامرين، يجازفون بمصير شعوبهم، ويقودونها نحو الهاوية بدلاً من النصر.

لنتأمل في تلك اللحظة الحرجة، حين كان السنوار يرتدي الزي العسكري، يقاتل فوق الأرض، في معركة تشتعل حوله، وبدلاً من أن يكون في موقع آمن، يتبنى استراتيجيات قيادة سليمة… هذه الصورة، إن صحت، ليست مجرد صورة لجندي في معركة، بل هي تجسيد للغضب الذي يعتمل في قلب كل فلسطيني، ولتساؤلات عميقة حول قيادته.

كيف يمكن لنا أن نتخيل معنويات المجاهدين في غزة، وقد أغتيل زعيمهم الأول، من كان يحمل آمالهم ويعبر عن تطلعاتهم، لمجرد نزوة مغامرة؟ هل يمكن أن نرى في عيونهم ذلك الخوف الذي يسكننا جميعاً؟ هل سيعود الأمل بعد هذه الخسارة الفادحة، أم ستتلاشى الأحلام كسراب في صحراء الخيانة؟

الشعب الفلسطيني، الذي خبر مرارة الاحتلال والعدوان الغاشم، لا يحتاج إلى قادة يغامرون بحياتهم، بل إلى عقول مدبرة، تتخذ من الحكمة سبيلاً ومن التضحية درباً، وإذا كان اغتيال السنوار قد تم فعلاً بسبب قرارات غير مدروسة، فإنه لا يعني سوى أننا أمام قادة لا يعرفون كيف يحافظون على النصر، بل كيف يقودون أنفسهم نحو الهزيمة.

الوقت الآن ليس لتوزيع اللوم، بل لتأمل الخسارة وللتفكير في كيف يمكن إعادة بناء الثقة، كيف يمكن رفع معنويات من بقي، وكيف يمكن إعادة الأمل إلى قلوب تلك العائلات التي تفقد أبناءها في كل يوم، فلنكن صادقين مع أنفسنا: إن الخسارة الكبرى ليست فقط في موت قائد، بل في ضياع الأمل في غد أفضل.

فهل ننتظر أن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن؟ أم نتساءل عن القائد الذي سيأخذ زمام المبادرة ويبدأ مرحلة جديدة من التفكير، حيث لا يضيع مصير الشعوب تحت أقدام زعماء لم يكونوا جديرين بمسؤولياتهم؟ ليستعد لمواجهة الحقيقة، ويستخلص العبر من دروس التاريخ، لكي لا نصبح مجرد شهود على مأساة قد تتكرر.