الحسناوي يكتب عن “بلحيان” رئيس جمعية “رابطة الشباب للتنمية” بالناظور.

21 سبتمبر، 2024 - 02:21 الرئيسية تابعونا على Lwatan

lwatan.com

في زمن باتت القلوب فيه تئن من وطأة القسوة والظروف الصعبة، يبرز أشرف بلحيان، كضوء يسطع وسط العتمة، رئيس جمعية رابطة الشباب للتنمية، يُحيك خيوط الأمل عبر ربوع الوطن، من شماله إلى جنوبه، عابراً الجبال والوديان، ليس فقط كساعٍ للخير، بل كقائد إنساني، يقف شامخًا في مواجهة معاناة المنسيين.

نشاطه لا يُحصى، ولا يتوقف عند حدود، مدارسٌ في مناطق نائية تُنقش على جدرانها ذكريات العمل الطيب، مؤسسات تعليمية تنبض بالحياة من جديد بفضل همّته وشباب الجمعية الذين لا يعرفون معنى المستحيل، بيديه يمتد العطاء من سفوح جبال الريف الى جبال الاطلس الشامخ، حيث يزرع بذور الأمل في أرض قاحلة، وينبت من قلبها ربيعٌ لا ينتهي.

أشرف، ليس فقط اسمًا في رئاسة جمعية، بل هو قائد قوافل طبية جابت قرى مهملة، حيث تروي دمعات الأمل العيون التي لطالما عانت من شح الخدمات الصحية، قوافل التبرع بالدم تسير على وقع خطواته الحثيثة، تُعيد الحياة إلى أجساد منهكة، وتنسج خيوط الحياة لمن ينتظر بريق أمل، كل حملة يقوم بها، وكل مبادرة ينظمها، تنبع من إيمان راسخ بأن الإنسانية عملٌ جماعي، يحتاج إلى من يحمله على عاتقه، وأشرف كان، ولا يزال، ذلك الحامل الأمين.

زلزال الحوز الذي أصاب البلاد العام الماضي كان كفيلاً بأن يكشف المعادن الأصيلة، وخلالها أشرف هب لنجدة المتضررين، جمع القوافل الإغاثية من الناظور وعبر بها الحدود الطبيعية، غير مبالٍ بصعوبة الطرقات أو بشدة الدمار، كان رجلاً في وقتٍ غابت فيه الكثير من الأيادي عن مدّ العون، ولم تكن تلك المساعدات مجرد مواد غذائية وأغطية، بل كانت دفئًا إنسانيًا يحمل رسالة بأن المغرب لا ينساهم، وأن قلوب الناس في الحوز لا تزال تنبض بالحياة بفضل مبادرات كهذه.

أشرف بلحيان، الشاب المثابر المكافح، هو شعلة أمل، كسب حب وود الجميع بفضل اخلاقه وإخلاصه وتفانيه، وإنسان يقرأ الحياة بعيون البسطاء، ويكتب صفحات المستقبل بحروف التضامن والعمل الإنساني، لا يبحث عن شهرة، ولا ينتظر من يقول له شكرًا، يكفيه أن يرى الفرحة ترتسم على وجوه من يلتقيهم في القرى النائية البعيدة.