الداودية وزلة لسانها الفضائحي

26 يناير، 2020 - 02:31 الرئيسية تابعونا على Lwatan

ياسين الحسناوي:

تفاجأنا خلال الايام الاخيرة بفيديو انتشر كالنار على علم بوسائط التواصل الاجتماعية، يوثق لزلة لسان فنانة مغربية مشهورة، من على منصة سهرة احيتها بالسعودية، وهي تسيء من خلالها الى المرأة المغربية.

ولم تكن هاته الفنانة الا المغنية الشعبية زينة الداودية، ذات الاسم الذائع الصيت منذ سنوات ليس فقط في المغرب انما بمجموعة من البلاد العربية والمغاربية، بفضل مسيرتها الفنية الطويلة زمنيا والغنية فنيا، استطاعت من خلالها تكوين قاعدة جماهيرية من المعجبين بصوتها واغانيها.

لكن، لم يكن احد يتوقع ان تسقط الداودية سقطة مثيرة للغضب وللسخرية على حد سواء، وهي تخاطب جمهورها السعودي من فوق المنصة قائلة ” ولادكم عندنا وبناتنا عندكوم … حنا مشاركين اللحم”، وهو ما اثار غضب المغاربة، الذين اعتبروا ذلك اساءة لشرف وسمعة المغربيات واهانة لهن.

بين زلة لسان غير مقصودة، وخرجة غير محسوبة العواقب، يبرز جليا الجهل الذي ينخر ادمغة فناناتنا الا من رحم ربي منهن، حيث لا تترددن كلما سنحت لهن فرصة عن توصيف المغربيات على انهم (حقيرات، مشعوذات، عاهرات …) تماما كما فعلت قبل ذلك دنيا باطما من خلال اشرافها على حساب حمزة مون بيني.

ولعل الداودية من خلال خرجتها هاته، اثارت ما ال اليه واقع الفن المغربي، حيث صار الفنان المغربي مقرون بالفضائح، بفعل تدني مستواهم الثقافي والمعرفي الذي القى بضلاله على مستواهم في اللباقة والكياسة، عكس ما كان عليه الرواد من ذي قبل، امثال عبدالوهاب الدكالي، نعسيمة سميح وعبد الهادي بلخياط والقائمة طويلة، الذين كانوا خير سفراء للمغرب على مدى عقود من الزمن، بعيدين التفاهة و”الشوهات” والسعي وراء الشهرة غير المستحقة.

وكرست الداودية بقولها ذاك، الصورة النمطية التي تعششت في مخيال “البطريق” الخليجي المريض، على ان المغرب موطن العاهرات و اللحم الرخيص، وهو الذي كان على فنانتنا الغير موقرة ان تحاربه وتناضل ضده من خلال الفن الذي اوصلته ليصير “عفن” فقط من اجل بعض الريالات على حساب كرامتها وكرامة “بنات بلادها”.

ولعل ما ينفي عن المرأة المغربية الصورة “الخانزة” التي حاولت صاحبة اغنية عطيني صاكي، الصاقها ببنات وطنها، هو الغضب العارم الذي عبرت عنه جل المغربيات عبر حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعية، اللواتي شعرن بالاهانة والاساءة لهن، من خرجة فنانة نصبت نفسها عليهن ناطقة بإسمهن.

الحاصول، كل يعبر عن مستواه… ومن يدري فقد تكون الداودية فعلا قد شاركت لحمها مع بطريق خليجي من اجل ريالات ال سعود، فكل شيء وارد وممكن.