بعد انتظار دام لأكثر من عامين، افتتح الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بشكل رسمي جامع الجزائر الأعظم، ثالث أكبر مسجد في العالم والأكبر في إفريقيا.
ويأتي هذا الافتتاح بعد غياب تبون عن أول صلاة أقيمت في المسجد عام 2020 بسبب إصابته بكوفيد-19.
ويضم المسجد، الذي يقع في الضاحية الشرقية للعاصمة الجزائر، قاعة صلاة تتسع لـ 120 ألف مصلّ، و12 مبنى آخر تشمل مكتبة تتضمن مليون كتاب، وقاعة محاضرات، ومتحف للفن والتاريخ الإسلامي، ومدرسة عليا للعلوم الإسلامية لطلاب الدكتوراة.
ويُعدّ مئذنته، التي يمكن رؤيتها من كل أنحاء العاصمة الجزائرية وحتى من المدن المجاورة، الأعلى في العالم، إذ يبلغ ارتفاعها 267 مترا، أي 43 طابقا.
جدل ومشاعر مختلطة
ولكن، واجه هذا المشروع الضخم جدلاً واسعاً في السنوات الأخيرة منذ بدء بنائه عام 2013، بسبب تكلفته الباهظة التي بلغت رسميا أكثر من 750 مليون يورو، أي أكثر بكثير مما كان متوقعا.
ويعيش الشعب الجزائري تحت وطأة مشاكل إجتماعية وإقتصادية وسياسية، مما أثار تساؤلات حول جدوى إنفاق مبالغ ضخمة على بناء مسجد ضخم بينما تُهمل قطاعات أخرى مهمة.
رمز ديني أم إلهاء شعبي؟
ويرى البعض أن افتتاح جامع الجزائر الأعظم يمثل رمزاً دينياً هاماً للجزائريين، ويُساهم في تعزيز ثقافتهم الدينية.
في حين يرى آخرون أن هذا المشروع هو مجرد وسيلة لإلهاء الشعب عن مشاكله الحقيقية، ويُمثل عبئاً إضافياً على خزينة الدولة.
تبون يردّ على الجدل
وخلال مراسم الافتتاح، ردّ الرئيس تبون على الجدل المُثار حول تكلفة المشروع، قائلاً: “إنّ بناء جامع الجزائر الأعظم كان قراراً حكيماً وسيُساهم في تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات.”
وأضاف: “إنّ هذا المسجد ليس مجرد مكان للعبادة، بل هو مركز ثقافي وعلمي يُساهم في نشر المعرفة والحضارة الإسلامية.”