بقلم :محمد بوتخريط
الرسالة الأخيرة …يا من تسكنون مدينتي وتدعون بانتمائكم اليها إصحوا…حكايا المعاناة ترافقناعلى موائدنا.
ويهتف القلب.. أنا في الناظور..دخلت المكان.. وفي القلب رهبة .. وبتّ أقرأ الوجوه..وتعابير الوجوه لا تكذب ، تقول المأساة كلّها… يحاول الجميع أن يبدو طاهرا ومختلفا..الكلّ يحاول أن يغطي ما لا يريده للآخرين أن يروه …كمٌّ كبير من الثقة الزائدة بالنفس يشعر بها الجميع توصلهم احيانا الى درجة ( الغرور ) ، غرورٌ اشبه بالداء الذي يدل على نقصان الفطنة وطمس نور العقل لينخدعوا بما يعتقدون أنهم يملكون من أسباب القوة او الدراسة ؛ فيتعالوا على الناس ويتكبروا، بل ويرون أنفسهم أكبر من أن يستمعوا للاخرين أو ان يتقبلوا رأي أو مشورة من احد أو حتى أن يأخذوا العبرة من تجارب حية تمر أمام أعينيهم.. والثقة الزائدة -كما يقول الحكماء- تقتل أحيانا.
كمٌّ كبير من النفاق وكأن الوضع يحتاج لكمية أكبر من النفاق … وهذا شيء مؤسف جدا.كمٌّ كبير من الوحدة يشعر بها الجميع في مدينة جعلوها متخاصمة، متباعدة . الجميع فيها على وجهي نقيض متباعدين إلى أقصى الحدود … موجودين ! آآه، لكن … متباعدين تباعدًا أقصى.غابت العفوية في التعامل وطغى التكلف وتصنع المشاعر..علاقات اصبحت بـ : “مجموعات”، تحت شعار ” انصر أفراد مجموعتك ظالمين أو مظلومين، على حق أو على باطل “..إن كان – على سبيل المثال لا الحصر- ذاك الذي أدى الدور في ذاك الفيلم من مجموعتي ، فهو ممثل بااارع و جدا ، وإن لم يكن منها فهو بعيدا كل البعد عن التمثيل ومتطفل عليه.. إن كان ذاك ” المتفوق” من مجموعتي ، فهو طبعا كذلك ، متفوق وناجح ، وأما وإن كان من غير مجموعتي فهو ( بتعبيرنا العامي) ” يَتَّشَّا مسكين واها ” … وقس على ذلك ما تشاء من أمثلة وأشياء..
فراغ عاطفي يواجه الجميع .. حتى وإن حاول احد ان يتقارب مع الآخر فهو يحاول ذلك بطريقة لا تحرجه، رغم حاجته الماسة إلى هذا التقارب .
الجميع يعاني القضايا والصعوبات نفسها، ويلبس الأقنعة نفسها، والجميع يعي ذلك ، لكن لا أحد يعذر الآخر ؛ ليستمر التصنع، ومحاولة الظهور أفضل من هذا ..وذاك الآخر.النخوة والشهامة التي كانت تتمتع بها الاجيال التي سبقتنا والتي ألفتها منذ القدم.. والوضوح والبساطة التي عاشتها ،اختفت في كومة من المساحيق والبروتوكولات والمفاهيم الخاطئة والتفسيرات غير المنطقية لما نراه ونشعر به اليوم ونحاول أن نعرضه على الآخرين.. ليصبح النفاق وبجميع انواعه هو السمة ، والمنافق المخادع هو القدوة .
فعلى الرغم من أنّ الجميع يرتكب الأخطاء نفسها ويرى أنه لا يمكن تجنبها، لكن الجميع يحاول دوماً أن لا يكون مسؤولاً عنها ويرمي بثقلها على الآخر. كأن يرمي القمامة مثلا في المكان الذي يحتج أن لا تُرمى القمامة فيه ، أو يجلس في مقهى يدفع ثمنا باهضا في فنجان قهوة عادي جدا ويحتج ” لماذا الاثمنة عالية في مقاهي المدينة “…أو أن يقضي ليلا كاملا يرقص على أنغام سهرات اتصالات المغرب ، يتمنى أن تطول الليالي الملاح ، ليحلو الفرح ، والاحتفال…. و في الصباح يقصف المسؤولين ويعاتبهم صارخا ” لماذا رخَّصوا للشركة تمييع الذوق العام؟ “..الخ…الخ…الخ…
يا من هواهم لانفسهم اعزهم واذلنا ..يا من تسكنون مدينتي وتدعون بانتمائكم اليها … تلك هي مدينتكم.. وذلك هو غرسكم الذي غرستموه.. ما وقع ، سوى أنه فاض وطفى بها… لَكَم كنت مضللاً عندما اعتقدت ذات مرة من غفلة أننا نؤمن بقانون الفيزياء الذي يقول ” إنّ الضغط يولد الأنفجار”، وترانا نؤمن بقانون الأجتماع الذي يقول: “إنّ الضغط يولد النفاق الاجتماعي”. أعذروني يا من هواهم لأنفسهم “اعزهم” و…اذلنا ..فهاذي آخر رسالة …. آخرُ غيمةٍ رماديةٍ مني.. ولن يكون بعدها رسائلْ … يهتف القلب.. أنا في الناظور.. والناظور يهتف ، يا رب ها أنا ذا أسير سجين..والمظلوم مكروب….ودعوة المظلوم سهم لا يرد ولا يخطئ ولا يتوه..
الرسالة الأخيرة …يا من تسكنون مدينتي وتدعون بانتمائكم اليها إصحوا…حكايا المعاناة ترافقناعلى موائدنا.
ويهتف القلب.. أنا في الناظور..دخلت المكان.. وفي القلب رهبة .. وبتّ أقرأ الوجوه..وتعابير الوجوه لا تكذب ، تقول المأساة كلّها… يحاول الجميع أن يبدو طاهرا ومختلفا..الكلّ يحاول أن يغطي ما لا يريده للآخرين أن يروه …كمٌّ كبير من الثقة الزائدة بالنفس يشعر بها الجميع توصلهم احيانا الى درجة ( الغرور ) ، غرورٌ اشبه بالداء الذي يدل على نقصان الفطنة وطمس نور العقل لينخدعوا بما يعتقدون أنهم يملكون من أسباب القوة او الدراسة ؛ فيتعالوا على الناس ويتكبروا، بل ويرون أنفسهم أكبر من أن يستمعوا للاخرين أو ان يتقبلوا رأي أو مشورة من احد أو حتى أن يأخذوا العبرة من تجارب حية تمر أمام أعينيهم.. والثقة الزائدة -كما يقول الحكماء- تقتل أحيانا.
كمٌّ كبير من النفاق وكأن الوضع يحتاج لكمية أكبر من النفاق … وهذا شيء مؤسف جدا.كمٌّ كبير من الوحدة يشعر بها الجميع في مدينة جعلوها متخاصمة، متباعدة . الجميع فيها على وجهي نقيض متباعدين إلى أقصى الحدود … موجودين ! آآه، لكن … متباعدين تباعدًا أقصى.غابت العفوية في التعامل وطغى التكلف وتصنع المشاعر..علاقات اصبحت بـ : “مجموعات”، تحت شعار ” انصر أفراد مجموعتك ظالمين أو مظلومين، على حق أو على باطل “..إن كان – على سبيل المثال لا الحصر- ذاك الذي أدى الدور في ذاك الفيلم من مجموعتي ، فهو ممثل بااارع و جدا ، وإن لم يكن منها فهو بعيدا كل البعد عن التمثيل ومتطفل عليه.. إن كان ذاك ” المتفوق” من مجموعتي ، فهو طبعا كذلك ، متفوق وناجح ، وأما وإن كان من غير مجموعتي فهو ( بتعبيرنا العامي) ” يَتَّشَّا مسكين واها ” … وقس على ذلك ما تشاء من أمثلة وأشياء..
فراغ عاطفي يواجه الجميع .. حتى وإن حاول احد ان يتقارب مع الآخر فهو يحاول ذلك بطريقة لا تحرجه، رغم حاجته الماسة إلى هذا التقارب .
الجميع يعاني القضايا والصعوبات نفسها، ويلبس الأقنعة نفسها، والجميع يعي ذلك ، لكن لا أحد يعذر الآخر ؛ ليستمر التصنع، ومحاولة الظهور أفضل من هذا ..وذاك الآخر.النخوة والشهامة التي كانت تتمتع بها الاجيال التي سبقتنا والتي ألفتها منذ القدم.. والوضوح والبساطة التي عاشتها ،اختفت في كومة من المساحيق والبروتوكولات والمفاهيم الخاطئة والتفسيرات غير المنطقية لما نراه ونشعر به اليوم ونحاول أن نعرضه على الآخرين.. ليصبح النفاق وبجميع انواعه هو السمة ، والمنافق المخادع هو القدوة .
فعلى الرغم من أنّ الجميع يرتكب الأخطاء نفسها ويرى أنه لا يمكن تجنبها، لكن الجميع يحاول دوماً أن لا يكون مسؤولاً عنها ويرمي بثقلها على الآخر. كأن يرمي القمامة مثلا في المكان الذي يحتج أن لا تُرمى القمامة فيه ، أو يجلس في مقهى يدفع ثمنا باهضا في فنجان قهوة عادي جدا ويحتج ” لماذا الاثمنة عالية في مقاهي المدينة “…أو أن يقضي ليلا كاملا يرقص على أنغام سهرات اتصالات المغرب ، يتمنى أن تطول الليالي الملاح ، ليحلو الفرح ، والاحتفال…. و في الصباح يقصف المسؤولين ويعاتبهم صارخا ” لماذا رخَّصوا للشركة تمييع الذوق العام؟ “..الخ…الخ…الخ…
يا من هواهم لانفسهم اعزهم واذلنا ..يا من تسكنون مدينتي وتدعون بانتمائكم اليها … تلك هي مدينتكم.. وذلك هو غرسكم الذي غرستموه.. ما وقع ، سوى أنه فاض وطفى بها… لَكَم كنت مضللاً عندما اعتقدت ذات مرة من غفلة أننا نؤمن بقانون الفيزياء الذي يقول ” إنّ الضغط يولد الأنفجار”، وترانا نؤمن بقانون الأجتماع الذي يقول: “إنّ الضغط يولد النفاق الاجتماعي”. أعذروني يا من هواهم لأنفسهم “اعزهم” و…اذلنا ..فهاذي آخر رسالة …. آخرُ غيمةٍ رماديةٍ مني.. ولن يكون بعدها رسائلْ … يهتف القلب.. أنا في الناظور.. والناظور يهتف ، يا رب ها أنا ذا أسير سجين..والمظلوم مكروب….ودعوة المظلوم سهم لا يرد ولا يخطئ ولا يتوه..
مواضيع قد تهمك