ياسين الحسناوي
قبل عام 2008، لم يكن المنتخب الإسباني ضمن قائمة المنتخبات الكبرى في العالم، حيث كان تجاوزه لدور المجموعات في كأس العالم يُعتبر إنجازًا بحد ذاته، وكان يُقصى في كثير من الأحيان بطرق مهينة.
في ذلك الوقت، كان هناك منتخبات أخرى تمتلك تاريخًا أعرق لكنها لم تحقق سوى لقب أو لم تحققه مطلقًا، مثل هولندا وإنجلترا وبلجيكا، وهذا المثال الإسباني هو درس في الصبر والاستمرارية؛ إذ لم يكن المجد ليأتي بين ليلة وضحاها.
في المغرب، يجب أن نتبنى نفس الروح، فصحيح أن المنتخب المغربي لم يحقق حتى الآن ألقابًا كبيرة على الساحة الدولية، ولكن الوصول إلى مرحلة متقدمة في البطولات العالمية هو في حد ذاته خطوة مهمة على الطريق الصحيح، والميدالية البرونزية التي حققها منتخبنا الأولمبي في الألعاب الأولمبية الحالية ليست مجرد قطعة معدنية تُعلق على الجدران، بل هي شهادة على التطور الذي يمر به الفريق وكرة القدم المغربية بشكل عام وهي بمثابة دفعة معنوية هائلة.
لكن الألقاب وحدها لا تأتي بالصبر فقط، بل يجب أن نتعلم من أخطاء الماضي ونعمل على تجنبها… هناك جيل من اللاعبين المغاربة في عام 2005 بقيادة المهاجم محسن ياجور والحارس محمد امين البورقادي والكابيتانو كريم الاحمدي وبنجلون ونبيل الزهر واخرون، استطاع أن يصل إلى نصف نهائي كأس العالم للشباب، لكن هذا الجيل لم يُحظَ بالاهتمام والرعاية اللازمين بعد ذلك، مما أدى إلى ضياع فرصة بناء فريق قوي على المدى الطويل.
إذا أردنا أن نرى المنتخب المغربي يتوج بألقاب كبرى في المستقبل، فيجب أن نضع نصب أعيننا هدفًا طويل المدى، وهذا الهدف يجب أن يشمل الاهتمام بالبنية التحتية الرياضية، وتطوير اللاعبين الشبان، والحرص على استمرارية الطاقم الفني والإداري الذي يظهر الكفاءة، وكل هذه العوامل مجتمعة، مع قليل من الصبر والكثير من العمل الجاد، يمكن أن تضع المغرب في مصاف المنتخبات الكبرى على الساحة العالمية.
الألعاب الأولمبية هي بطولة تقوم على نظام الميداليات وليس على نظام الكؤوس، مما يعني أن كل ميدالية هي إنجاز بحد ذاته. لذا، يجب أن نحتفي بما حققه اشبال الناخب الوطني طارق السكتيوي، ولكن يجب أيضًا أن نرى في هذا الإنجاز نقطة انطلاق نحو مستقبل أفضل مثل التتويج بكأس افريقيا 2025 والمنافسة على كأس العالم 2030 سيما وانهما ستقامان على اراضينا، وليس نهاية الطريق.