راجت خلال الأيام الأخيرة معطيات على مواقع التواصل الإجتماعي، تفيد بالتحاق أحد عناصر من ميليشيات البوليساريو بالقوات المسلحة الملكية المرابطة على طول الجدار الرملي دفاعا عن حوزة الوطن، زاعمة صوره الثبوتية، وصورة الناقلة التي التحق عبرها، ونوع السلاح الذي كان بصحبته.
الموقع بحث في الخبر، لكشف صحته من زيفه، وحقيقة الخبر حسب مصادر إعلامية محلية بالصحراء “أنه قديم، يعود ليوم 18 غشت 2020، أي قبل ثلاثة أشهر، حيث أقدم عنصر من جيش البوليساريو على الفرار بسيارة رباعية الدفع وسلاح من نوع “كلاشينكوف”، وسلم نفسه للقوات المسلحة الملكية، لكن وثائق التعريف المنشورة مع الخبر تعود لصديقه وهو الآخر كان قد سلم نفسه للجيش المغربي قبل أشهر”.
وقد أكدت المصادر ذاتها، أن الأمر يتعلق بالجندي “الطالب عمر” والمعروف بالطالب الخن، أحد الشباب الصحراويين الذي ازداد بمخيمات تيندوف سنة 1984 بولاية بوجدور، كان قد انخرط في صفوف “الجيش”، وأمضى سنوات يزاول عمله بشكل عادي إلى أن سمع بفرار صديقه “بابا” إلى المغرب، وهو الخبر الذي أجج رغبة الطالب في الهروب من ميليشيات البوليساريو و العودة للمغرب.
لم تنقطع المكالمات بين العائد عمر الطالب، وصديقه بابا الذي كان قد التحق بالعيون، “وفي إحدى ليالي سنة 2020، كان الجندي الطالب عمر ضمن دورية ميدانية لمحاربة تهريب المخدرات، وذلك بمحاذاة الجدار العازل بقطاع الفرسية حسب نفس المصادر، “وفي الساعات الأولى من فجر يوم 18 غشت 2020، انسل الطالب عمر عن باقي أفراد الجيش ورفع يديه مستسلما للجنود المغاربة الذين كانوا غير بعيدين بقطاع الفرسية.”
وفي الوقت الذي توقف في انتظار إجراء اتصال لاسلكي من طرف المغاربة للسماح له بدخول منطقتهم، يقول الطالب عمر لمصادر إعلامية محلية بالصحراء، فإن “رفاقه سمعوا المراسلة وانطلقوا في تعقب أثره موجهين مدافعهم صوبه قبل أن يشير له الجنود المغاربة بالدخول على عجل ليكون تحت حمايتهم”.
بعد الإلتحاق والنجاة من قصف رفاقه له انتقاما منه، “انطلقت رحلة الطالب عمر مع فرق مختلفة عسكرية وأمنية تناوبت على استجوابه بكل من المحبس والزاك وأسا وگلميم ثم أگادير، حيث عبر لهم عن اقتناعه بالعودة قبل إقدامه على هذا الفرار”، وقد التحق الشاب عمر الطالب، “بأقرب أقاربه المتواجدين بالصحراء، عمته، بعد أن قدمت له وعود بتسوية وضعيته وإدماجه في المجتمع بعد حصوله على وثائق مغربية.”
وحسب ما ذكرت مصادر إعلامية صحراوية، يعتبر”الطالب عمر آخر عائد من تيندوف بعد صديقه وعسكري آخر قبلهم، إلا أن قصة عمر، و صديقه بابا لم تنته، “فلا صديقه ولا الطالب عمر تمت تسوية وضعيتهما بعد، ولم يتم إدماجهما بعد في المجتمع”.
وقد أكدت المصادر ذاتها، أن العائد، “الطالب عمر لا يملك مسكنا ولا يتقاضى سنتيما من الدولة إلى اليوم، منذ أن فر هاربا من تندوف مرتميا في أحضان المغرب ( منذ حوالي 3 أشهر)”، ويقول العسكري السابق بالبوليساريو بحسب مصدر إعلامي بالصحراء، “أنه لم يتم استقبال العائدين من طرف أعلى سلطة بالمدينة (الوالي) ليعبر على الأقل عن ترحيبه بهم، الشيئ الذي سيخفف عنهم نفسيا بعد أن تركوا أهاليهم بتندوف تتقاذفهم الناس بعبارة أبناؤكم خونة”.