كانت الساعات الموالية لإعلان كل من تلفزيون سبتة وصحيفة “إلفارو” واسعة الانتشار بالمدينة المحتلة، خبر إدراج إعداد عاهل إسبانيا الملك فيليبي السادس وعقيلته الملكة ليتيثيا لزيارة إلى هذه المدينة وإلى مدينة مليلية، كافية لإبراز الحساسية السياسية المفرطة لهذا الموضوع وتأثيره المباشر على العلاقات مع المغرب، لذلك لم يجد البلاط الملكي في مدريد بُدا من التراجع عن تصريحاته.
وعلى عكس ما نقله المنبران الصحافيان المذكوران والموثوقان في سبتة يوم أمس، أورد موقع “سيوتا ألديا” أن القسم الإعلامي بالقصر الملكي الإسباني أخبره بأنه “ليس في موقع يمكنه من تأكيد خبر الزيارة فبالأحرى أن يُعلم وسائل الإعلام بموعدها”، وأضاف الموقع أنه لا توجد أي مراسلات رسمية بخصوص الزيارة سواء إلى حكومة سبتة المحلية أو ممثلي الحكومة المركزية.
ويبدو هذا الموقف مناقضا لما نشرته صحيفة “إلفارو”، والتي نقلت عن الناطق باسم قصر “ثارثويلا” الملكي خبر الإعداد لزيارة ملكية إلى سبتة ومليلية في إطار سلسلة زيارة الملكين لجميع المناطق “الإسبانية” المتمتعة بالحكم الذاتي، لكن دون تحديد موعد نهائي لها، مبررا الأمر بكون الأجندات لا تزال مغلقة نتيجة الوضع الصحي الحالي الناتج عن تفشي فيروس كورونا.
أما تلفزيون سبتة، فكان قد أكد عبر موقعه الرسمي أن ملك وملكة إسبانيا سيزوران مدينة سبتة المتمتعة بالحكم الذاتي في شهر يوليوز، حيث ستكون المدينة ضمن سلسلة الزيارات التي يقوم بها العاهلان إلى جميع المناطق ذات الحكم الذاتي عقب جائحة كورونا، وهو الخبر الذي نقله عن القصر الملكي قائلا إن الزيارة ستكون بالتأكيد هذا الشهر لكن دون تحديد موعد نهائي لها.
ولا يُعلم سبب تراجع القصر الملكي عن تصريحاته، إذ فضل عدم الخروج بأي توضيح رسمي بخصوص هذه الزيارة عبر مختلف منصاته الإعلامية والتواصلية، كما لا يُعلم ما إذا كان للأمر علاقة مباشرة بالمغرب، لكن عدة مؤشرات تؤكد أن العاهل الإسباني يحاول تفادي توتير العلاقات مع جيرانه الجنوبيين الذين يعتبرون سبتة ومليلية ثغرين محتلين.
ومنذ أن جلس الملك الحالي على عرش إسبانيا قبل 6 سنوات لم تطأ قدماه هاتين المدينتين في زيارة رسمية، وكانت أول وآخر زيارة ملكية رسمية إلى هذين الثغرين طيلة نحو 45 عاما من عودة النظام الملكي إلى إسبانيا هي تلك التي قام بها والده الملك خوان كارلوس الأول في 5 نونبر 2007، والتي احتج عليها المغرب رسميا بسحب سفيره من مدريد.