نجح أخيراً، رجلٌ مسنّ من مدينة النّاظور، في بلوغ عقر ثغر مليلية المحتل، حيث يقيم رفقة أسرته، بعد خوضه رحلة شاقة استمرت لـ24 يوماً، حتّمت عليه تجشّم عناء قطع مسافة طويلة برّا وجوّا، في الوقت الذي كان بإمكانه اختصارها في قطعه لبضعة كيلومترات في أقل من ساعة زمن، لو لا الوباء العالمي الذي أغلق معبر الحدود بين مليلية وبني أنصار.
وكان الرجل قد ذاع صيته واشتهر كوحدٍ من سكّان مليلية العالقين بالمغرب، بعدما تداولت منابر إعلام إسبانية على نطاق واسع، واقعة قدومه إلى المعبر الحدودي لحظة فتحه بشكل استثنائي لأوّل مرة لإجلاء المغاربة العالقين بمليلية، وذلك لانتظار دوره في ولوج الجيب السليب للالتحاق بأسرته، قبل أن يخبره رجال الأمن بأن قرار السلطات لم يشمل “العالقين” بالتراب الوطني، لينهار حينها بالبكاء، في مشهدٍ مؤثر لخّص حجم معاناته التي استأثرت باهتمامٍ وتعاطف كبيرين.
https://www.youtube.com/watch?v=8-7l4flKMzA
أحد أقرباء الرجل، أكد في تصريح للموقع أن الأخير الذي ظلّ عالقا بمدينة الناظور لشهور، عقب قرار السلطات المغربية إغلاق حدودها البرية المتصلة مع مليلية بسبب الجائحة، تمكن أخيرا من معانقة زوجته التي تركها بمفردها بمسكنه بالثغر المحتل، بعد اضطراره للسفر برّا إلى طنجة، ومنها جوّا إلى العاصمة “مدريد”، قبل وصوله أوّل أمس الخميس إلى مليلية، حيث تمّ استقباله بحفاوة من قِبل المتعاطفين مع معاناته.
يذكر أن العشرات من أفراد الجالية المغربية القاطنة بمدينة مليلية، وجدوا أنفسهم عالقين بمدينة الناظور وبلداتها المجاورة حيث ينحدر أغلبهم، وذلك منذ منتصف شهر مارس إثر قيام السلطات بإغلاق المعابر الحدودية في إطار الاحتراز من انتشار الوباء، ما حذا بمعظم هؤلاء إلى بلوغ الثغر المحتل عبر الرحلات الجوية المسموح بها إلى إسبانيا، بينما ظلّ عدد منهم يتكبد معاناة كبيرة نتيجة العجز عن تغطية تكاليف الرحلة.