المعارضة السورية تعلن السيطرة وسط انهيار النظام وهروب بشار الأسد

8 ديسمبر، 2024 - 09:32 الأخبار الدولية تابعونا على Lwatan

وكالات

شهدت العاصمة السورية دمشق، فجر الأحد، لحظات فارقة مع دخول قوات المعارضة إليها دون مقاومة تُذكر، في تطور وصفه المراقبون بالدراماتيكي.

في الوقت نفسه، غادر الرئيس بشار الأسد العاصمة على متن طائرة إلى وجهة مجهولة، مما يعكس انهياراً سريعاً للنظام السوري الذي دام لعقود.

دمشق مدينة “حرة” والمعارضة تعلن النصر

في خطوة وُصفت بالتاريخية، أعلنت المعارضة السورية دمشق “مدينة حرة”، مؤكدةً عبر منصات التواصل الاجتماعي هروب الرئيس بشار الأسد. وأشارت إلى نهاية “حقبة مظلمة من القمع والتهجير”، داعيةً السوريين المهجرين للعودة إلى بلادهم.

في بيان نشرته على “تلغرام”، عبّرت المعارضة عن فرحتها، قائلة: “بعد خمسين عاماً من حكم البعث و13 عاماً من الدماء والدموع، نعلن بداية عهد جديد لسوريا”.

وأكدت مصادر عسكرية لرويترز أن الأسد غادر العاصمة على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية السورية. ووفق بيانات موقع “فلايت رادار”، حلقت الطائرة باتجاه الساحل السوري، لكنها اختفت لاحقاً عن أجهزة التتبع، مما زاد التساؤلات حول مكانه.

في السياق ذاته، أبلغت قيادة الجيش السوري ضباطها رسمياً بسقوط النظام، فيما أعلن رئيس الحكومة محمد الجلالي استعداده للتعاون مع أي قيادة يختارها الشعب السوري. وفي كلمة بثها على “فيسبوك”، قال الجلالي: “سوريا تستحق أن تكون دولة طبيعية تنعم بالسلام والتعاون مع الجوار والعالم”.

احتفالات شعبية في شوارع دمش وانسحاب أمني كامل

في شوارع دمشق، خرج الآلاف للاحتفال، مرددين هتافات الحرية، فيما سُمع إطلاق نار كثيف في أرجاء المدينة. وأفاد شهود عيان بانسحاب القوات الأمنية من مواقع استراتيجية، مثل مبنى قيادة الأركان في ساحة الأمويين ومقار الاستخبارات العسكرية.

سيطرت قوات المعارضة على سجن صيدنايا العسكري، محررة مئات المعتقلين السياسيين، في خطوة اعتبرها ناشطون انتصاراً للعدالة. كما أعلنت السيطرة الكاملة على مدينة حمص بعد معارك استمرت ليوم واحد، مما مهّد لتقدم سريع نحو دمشق.

في الوقت الذي غمرت فيه الاحتفالات شوارع دمشق وحمص، أبدت جهات محلية مخاوفها من انتشار الفوضى في ظل غياب سلطة مركزية وانتشار السلاح. لكن المعارضة شددت على أن هذه اللحظة تمثل بداية فصل جديد يحمل آمالاً بمستقبل أفضل.

ومع انهيار النظام، تواجه سوريا تحديات جسيمة لإعادة بناء الدولة وتحقيق المصالحة الوطنية. ومع ذلك، يبقى الأمل معقوداً على قدرة السوريين على تجاوز الماضي وبدء عهد جديد يضع حداً لسنوات القمع والصراع.