تزداد الأوضاع اشتعالا في المنطقة العازلة داخل الصحراء المغربية، حيث قامت القوات المغربية بالقيام بالعديد من الهجمات وعمليات القصف الجوي ضد ميليشيات “البوليساريو”، قبل أن تقرر بين يوم أمس الأربعاء واليوم الخميس، تحريك العديد من المركبات العسكرية داخل عمق المنطقة العازلة على بعد 100 كيلومتر من الجدار الرملي المغربي.
وأعلنت مصادر من جبهة “البوليساريو” نفسها عن، مقتل 18 شخصا، من بينهم 6 من عناصرها، في عمليات بقصف جوي نفذته طائرات بدون طيار مغربية داخل المنطقة العازلة، مشيرة إلى أن المغرب حرّك العشرات من المركبات العسكرية بالقرب من القاعدة العسكرية بئر انزران.
وتحدثت عدد من المصادر الصحراوية القريبة من مناطق الأحداث، أن المغرب حرّك هذه المركبات العسكرية من أجل الدخول في مواجهات لاستهداف مليشيات “البوليساريو” التي تتحرك في المنطقة العازلة للقيام بعمليات ضد القواعد العسكرية المغربية.
ويُعتبر هذا التحرك من الجانب المغربي هو الأكبر من نوعه هذه السنة، ويبدو أن القوات المغربية تسعى لتوجيه ضربات كبيرة ضد الجبهة الانفصالية، وتطهير المنطقة العازلة بشكل شبه كامل، في وقت يتحدث متابعون عن مخطط مغربي لتوسيع الجدار الرملي إلى داخل المنطقة العازلة وبناء قواعد عسكرية لتضييق الخناق عن جبهة “البوليساريو”.
هذا ولم تُعلن بعد جبهة “البوليساريو”، عن هوية القتلى الستة التي اعترفت بمقلتهم، هل يتعلق الأمر بما تُسميهم “جنودا” أم يتعلق الأمر بقادة كبار في صفوف ميليشياتها. علما أن القوات المغربية سبق أن قتلت عدد من قادة “البوليسايو” بين العام الماضي وبداية هذا العام.
وتعيش جبهة “البوليساريو” منذ أواخر سنة 2020 إلى غاية الآن، فشلا ذريعا في الميدان العسكري أمام تفوق القوات المغربية بالعتاد والتكنولوجيا الحربية الحديثة التي يستخدمها المغرب، ولم تحقق أي انتصار ميداني منذ أن خسرت معركتها ضد القوات المغربية من أجل السيطرة على معبر الكركرات.
وبالمقابل، فإن القوات المغربية قامت بتعزيز مواقعها في عمق الصحراء، وبدأت تواجه جميع التحركات المشبوهة بعمليات قصف رادعة، في إطار تحييد أي مخاطر على مقربة مع الحدود الموريتانية والحدود الجزائرية.