تفاعلت المنطقة الإقليمية للأمن بمدينة الناظور، بسرعة وجدية، مع مقطع فيديو تداولته صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، نهاية الأسبوع المنصرم، يظهر فيه شخص يعرض سيدة للسرقة تحت التهديد بالسلاح الأبيض بمكان خال من المارة بأحد الأحياء السكنية.
وقد أسفرت الأبحاث والتحريات التي باشرتها فرقة الشرطة القضائية بالناظور على ضوء هذا الشريط، عن تشخيص هوية المشتبه فيه الذي يقطن على مستوى حي أولاد إبراهيم، والبالغ من العمر 25 سنة، حيث تم توقيفه بمنطقة سلوان بضواحي الناظور، علاوة على حجز هاتف محمول يشتبه في كونه من متحصلات نشاطه الإجرامي، إذ أكدت التحريات المنجزة على أن الموقوف، صاحب سوابق، وحديث الخروج من السجن بعدما قضى خمس سنوات.
وقد تم إيداع المشتبه فيه تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث الذي يجرى تحت إشراف النيابة العامة المختصة، للكشف عن جميع ظروف وملابسات هذه القضية، وكذا تحديد كافة الأفعال الإجرامية المنسوبة للمعني بالأمر.
وأفادت مصادر أن الوضعية الوبائية التي يمر بها المغرب بسبب انتشار فيروس كورونا، تتطلب تفعيل ذلك النص على اعتبار أن السرقات التي تقترف في الوضعية الاستثنائية تشكل جناية، وهو ما ينص عليه الفصل 510 من القانون الجنائي، خاصة الفقرة الخامسة منه التي تفيد أن ” ارتكاب السرقة في أوقات الحريق أو الانفجار أو الانهدام أو الفيضان، أو الغرق أو الثورة أو التمرد أو أية كارثة أخرى، يعاقب عليه من خمس إلى عشر سنوات سجنا نافذا”، مشيرة إلى أن مثل هذه الإجراءات من شأنها أن تحد من تلك الجرائم.
ومن بين النيابات العامة التي فعلت النص الجنائي استئنافية الرباط، إذ شرعت في تطبيقه في ملف أحيل على النيابة العامة بها بشأن اعتراض سبيل المارة والسرقة، إذ ارتأى الوكيل العام لاستئنافية الرباط بناء على تصريحات المشتبه فيه الذي أكد من خلالها أن استغل الوضعية الحالية التي عليها المغرب، وتفعيل حالة الطوارئ الصحية ليقدم على جرمه، تفعيل الفقرة الخامسة من الفصل 510 من القانون الجنائي، وأشارت مصادرنا أن النهج نفسه سارت عليه عدد من النيابات العامة، بالنظر إلى خطورة الفعل المرتكب وتوقيت ارتكاب تلك الجريمة، وإلى ما يعرفه المغرب من انتشار فيروس كورونا، وهي مرحلة حرجة تثير نوعا من الهلع ينضاف إليها الخوف وعدم الاطمئنان الذي يحاول ا مرتكبو السرقات إثارتها