متابعة
أقرّ وزير النقل واللوجستيك، محمد عبد الجليل، مؤخرًا بعجز الحكومة عن التأثير في قرارات شركة “رايان إير” الأيرلندية للطيران الاقتصادي، وذلك بعد استبعادها لبعض المناطق المغربية، بما في ذلك منطقة الناظور، من رحلاتها الداخلية، على الرغم من وجود مطارات دولية في تلك المناطق.
ويأتي هذا التصريح بمثابة رد على سؤال برلماني حول أسباب استبعاد مطار العروي-الناظور من شبكة رحلات “رايان إير”، حيث وأوضح الوزير عبد الجليل أن الشركة حصلت على ترخيص لجدولة رحلات داخلية محددة بين بعض المدن المغربية، مشيرًا إلى أن البرنامج الحالي للشركة يخص موسم صيف 2024 (من مارس إلى أكتوبر) ويندرج ضمن البرامج المقدمة من شركات الطيران الوطنية.
وحرص الوزير على التأكيد على أن “البرنامج المقترح من قبل الشركة وليس من الوزارة”، وأن وزارته لا تقدم أي دعم مالي للشركة، تاركة لها حرية تحديد برنامجها بناءً على توقعاتها للعائدات المالية.
ومع ذلك، فقد أثار هذا القرار قلق العديد من البرلمانيين، الذين عبّروا عن استيائهم من عدم قدرة الحكومة على التأثير في قرارات الشركة، خاصة مع وجود مطارات دولية في المناطق المستبعدة، مثل مطار العروي-الناظور.
وفي هذا الصدد، أكد الوزير عبد الجليل أن “الباب مفتوح أمام أي شركة طيران مغربية لتشغيل خطوط جوية جديدة من وإلى مطار العروي بالناظور، دون أي قيود”، مشيرًا إلى أنه يمكن أيضا استثناء شركات الطيران الأجنبية وفق شروط معينة.
يُشار إلى أن “رايان إير” قد أطلقت رحلاتها الداخلية في المغرب في مارس 2024، بعد حصولها على ترخيص من السلطات المغربية، وتضم شبكة رحلاتها الداخلية 11 خطًا جويًا تربط بين 9 مدن مغربية: أكادير، الرشيدية، الصويرة، فاس، مراكش، ورزازات، وجدة، طنجة، وتطوان.
وتُقدم “رايان إير” أسعارًا تذكرة منخفضة، مما ساهم في جذب العديد من المسافرين، خاصة خلال موسم الذروة السياحية.
ومع ذلك، لا تزال بعض المناطق المغربية تعاني من نقص في الرحلات الجوية، خاصة الداخلية، مما يُعيق فرصها في التنمية السياحية ويُثقل كاهل سكانها الذين يضطرون إلى قطع مسافات طويلة للوصول إلى وجهاتهم.
ويبقى السؤال مطروحًا حول مدى قدرة الحكومة المغربية على جذب المزيد من شركات الطيران، سواء الوطنية أو الأجنبية، لتشغيل رحلات جوية إلى مختلف المناطق المغربية، بما في ذلك تلك التي تم استبعادها من شبكة رحلات “رايان إير”.