متابعة
في حادث مأساوي يعكس قسوة الظروف التي يواجهها الشباب المغاربة الباحثون عن أفق جديد، لقي الفتى علي برزيزع، البالغ من العمر 16 عامًا، مصرعه في غابات بلغاريا ليلة الخميس 18 فبراير 2025، بعدما أنهكه الجوع والصقيع على مدار أربعة أيام، دون أن يجد ما يسد رمقه أو يحتمي به من قسوة الطقس.
علي، الذي ينحدر من دوار تيجوت بجماعة قرية أركمان في إقليم الناظور، وُلِد ونشأ في كنف أسرة تعاني الفقر المدقع، لكنه كان يحمل في داخله أحلامًا كبيرة بالبحث عن مستقبل أفضل، غير أن رحلته، التي كانت محفوفة بالمخاطر، تحولت إلى مأساة بعدما وجد نفسه محاصرًا في العراء، وسط الثلوج والأمطار الغزيرة، عاجزًا عن مواجهة البرد القارس والجوع الذي أنهك جسده الهزيل.
وبحسب مصادر مقربة من عائلته، فإن الفتى الصغير ظل يصارع البرد والجوع لأيام، حتى خارت قواه وسقط مغشيًا عليه، قبل أن يفارق الحياة وحيدًا في الغابة، بعيدًا عن وطنه وأحبته.
نداء الأسرة
في ظل هذه الفاجعة، تناشد عائلته المكلومة السلطات المغربية، وخاصة وزارة الخارجية، التدخل العاجل للمساعدة في إعادة جثمانه إلى أرض الوطن لدفنه بين أهله، حيث تعاني الأسرة من ضائقة مالية تجعلها عاجزة عن تحمل تكاليف البحث عن سبل لإعادة الجثمان، مما يضاعف معاناتها وألمها.

وفي هذا السياق، يوجه أفراد العائلة نداءً لكل الجهات المسؤولة، ولأهل الخير، من أجل تقديم يد العون لتحقيق هذا المطلب الإنساني، حتى يتمكن والدا علي وإخوته من إلقاء نظرة الوداع عليه ومواراته الثرى في مسقط رأسه.