الوضع الوبائي بسبتة يخرج عن السيطرة ويوقف عمليات إجلاء المغاربة العالقين

19 أكتوبر، 2020 - 18:29 الريف الكبير تابعونا على Lwatan

تزداد معاناة المغاربة العالقين بمدينة سبتة منذ ما يزيد عن 7 أشهر تعقيدا مع مرور الأسابيع، وذلك بعدما تسبب الوضع الوبائي الذي تعرفه المدينة المحتلة في تأجيل عمليات إعادتهم إلى ديارهم مرة أخرى، وهو الوضع الذي لا يبدو أنه سيجد طريقه إلى الحل قريبا جراء الموجة الجديدة لفيروس كورونا الذي جعل السلطات الصحية الإسبانية تحذر من حدوث أزمة صحية غير مسبوقة.

وكان يوم أمس الأحد كارثيا على السلطات الصحية بمدينة سبتة بعد تسجيل 30 حالة إصابة جديدة رفعت إجمالي الحالات المصابة بفيروس كورونا 1049 من بينها 288 حالة نشطة وهو رقم كبير بالنظر لتعداد سكان المدينة الذي لا يتجاوز 84 ألف نسمة، الأمر الذي بدأ يخلق ضغطا على المستشفى الجامعي لسبتة وخاصة وحدة العناية المركزة.

وحسب ما أعلنت عنه وزارة الصحة والمستشفى الجامعي، فإن المدينة التي سجلت 14 حالة وفاة تعاني حاليا من موجة إصابات مرتفعة، الأمر الذي دفع الأطباء إلى إحالة 268 مريضا على العزل المنزلي مع مراقبة حالتهم عن بعد، فيما يستقبل المستشفى 25 شخصا منهم 5 قدموا إليه ما بين يومي السبت والأحد، أما وحدات العناية المركزة فتستقبل 7 حالات و8 حالات أخرى تجري العماية بها في منطقة الطوارئ.

ويمثل هذا الوضع مبررا جديدا للحكومة المغربية لرفض تدشين “معبر إنساني” عبر النقطة الحدودية “تارخال” للسماح للعالقين على طرفي الحدود بالانتقال إلى أماكن إقامتهم، وهو الأمر الذي ظلت الحكومة المحلية التي يقودها تحالف يميني على رأسه الحزب الشعبي، تحث الحكومة المركزية التي يترأسها بيدرو سانشيز على إقناع الرباط بالقبول به.

وأصيب المئات من المغاربة العالقين بسبتة منذ 13 مارس الماضي بصدمة جديدة نتيجة العودة القوية للوباء، فمع بداية الشهر الجاري لاحت لهم بارقة أمل بعد توصل السلطات المغربية والإسبانية إلى اتفاق لإتمام عمليات الإجلاء عن طريق الحدود البرية، والتي انطلقت بنقل ما يزيد عن 200 سيدة نحو الجانب المغربي من الحدود، لكن الوضع الوبائي جمد العملية.

ومؤخرا أعلنت الشرطة الإسبانية أنها أحصت ما يقارب 1000 مغربي ومغربية عالقين في سبتة بسبب إغلاق الحدود البرية، مجموعة كبيرة منهم تعيش في مأويين، الأول عبارة عن مخزن للبضائع والثاني عبارة عن قاعة رياضية جرى تجهيزهما من طرف الحكومة المحلية، فيما يعيش آخرون لدى أفراد عائلاتهم وأصدقائهم.