انتخابات 2021 تُخرج العماري من تقاعده وتُعيد شباط من منفاه.. وابن كيران ينتظر إعادته على الأكتاف

25 أكتوبر، 2020 - 12:48 الأخبار الوطنية تابعونا على Lwatan

كانت كورونا سببا في إلغاء عملية “مرحبا” هذه السنة وتسببت في منع مئات الآلاف من المواطنين المغاربة المقيمين بالخارج من العودة إلى بلدهم، لكن يبدو أن كورونا نفسها ستكون دافعا لـ”عودة” من نوع آخر، تهم هذه المرة السياسيين الغائبين عن واجهة الأحداث منذ تبعات انتخابات 2016، وفي مقدمتهم عبد الإله بن كيران وحميد شباط وإلياس العماري، الذي بدؤوا، بطرق مختلفة، الاستعدادات لدخول معترك انتخابات 2021 المتأثرة بتبعات الوباء.

وبعد ابن كيران، الذي يُمهد أنصاره لإعادته إلى الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية عبر مؤتمر وطني استثنائي، وشباط الذي عاد إلى المغرب من “منفاه الاختياري” في تركيا، علمت “الصحيفة” أن إلياس العماري أيضا عاد إلى المشهد السياسي لكن بكثير من التحفظ، فالرجل الذي غاب عن الأنظار منذ 28 أكتوبر 2019 حين حضر انتخاب فاطمة الحساني خلفا له على رأس جهة طنجة تطوان الحسيمة بعدما انقلب عليه التحالف الذي كان يرأسه، ظهرا مجددا وهو يجتمع بسياسيين في طنجة.

ووفق المعطيات التي حصلت عليها “الصحيفة”، فإن العماري ظهر في مقهى شهير مطل على شاطئ طنجة خلال الأيام الماضية بمظهر مختلف عن المألوف، حيث كان متحررا من الملابس الرسمية ومحتفظا بلحية غطت ملامح وجهه، وجالس مطولا برلمانيَين على الأقل أحدهما ينتمي لجهة طنجة تطوان الحسيمة والآخر للجهة الشرقية، وهو الظهور الأول للعماري في فضاء عام شهير بالمغرب بعد أن راجت أخبار عن استقراره نهائيا خارج أرض الوطن.

من بينها الناظور.. “ريان إير” تسأنف أنشطتها مع مطارات…

تم النشر بواسطة ‏‎lwatan.com‎‏ في السبت، ٢٤ أكتوبر ٢٠٢٠

وكان العماري قد بدأ في الابتعاد عن المشهد السياسي منذ خسارة حزبه لانتخابات 2016 التشريعية إثر حلوله ثانيا بـ102 من المقاعد أمام غريمه حزب العدالة والتنمية الذي حصل على 125 مقعدا، ولم يعد يظهر بعدها إلا في بعض دورات مجلس الجهة، الذي سيتفاجأ بانقلاب أغلبيته عليه ورفضها حضور اجتماعات اللجان، ليضطر إلى الانسحاب تاركا وزارة الداخلية تعلن شغور منصبه بسبب “انقطاعه عن مزاولة مهامه كرئيس”.

وإلى جانب العماري، عاد إلى الواجهة أحد أبرز صناع “الفرجة السياسية” منذ 2011، ويتعلق الأمر بحميد شباط الأمين العام السابق لحزب الاستقلال، الذي أكدت مصادر متطابقة رجوعه إلى مدينة فاس بعد أن استقر به المقام طويلا في تركيا رفقة زوجته، وهو الأمر الذي أكده أيضا أمس الجمعة عضو اللجنة التنفيذية للاستقلاليين نور الدين مضيان من خلال برنامج حواري بثته الإذاعة الوطنية، دون أن ينفي إمكانية عودته إلى نشاطه السياسي لكنه ربط الأمر بـ”مصلحة الحزب”.

وكان شباط قد تلقى صفعة قوية في انتخابات 2016 بتراجع مقاعد حزبه في مجلس النواب من 60 إلى 42، ما دفعه إلى التمهيد للتحالف مع خصمه حزب العدالة والتنمية، لكن وخلال المشاورات تسببت تصريحات أطلقها مفادها أن “موريتانيا أراض مغربية” في أزمة ديبلوماسية دفعت عبد الإله بن كيران إلى إعلان إبعاد حزبه عن التحالف الحكومي المنتظر، قبل أن يتلقى رصاصة الرحمة في أكتوبر 2017 حين خسر منصب الأمين العام للحزب لصالح نزار بركة.

وسيكتمل الثالوث بعودة عبد الإله بنكيران، التي يجري التمهيد لها من طرف قياديين في حزبه في معركة تتصدرها شبيبة العدالة والتنمية وأعضاء في المجلس الوطني، أُطلق عليها اسم مبادرة “النقد والتقييم” والتي تجاوزت 700 توقيع حسب المشرفين عليها، وهي المبادرة التي تضع على رأس أولوياتها عقد مؤتمر استثنائي بهدف “تصحيح مسار الحزب”، ما سيمكن ابن كيران من المنافسة على الأمانة العامة خلفا لرئيس الحكومة الحالي سعد الدين العثماني.

وابن كيران، الذي تلقى صفعة قاسية بإعفاء الملك محمد السادس له من مهمة تشكيل الحكومة في مارس من سنة 2017 بعد 5 أشهر من “البلوكاج الحكومي”، كان على عكس غريميه السابقين أكثر إصرارا على البقاء في واجهة الأحداث السياسية عبر مجموعة من الخرجات التي انتقد فيها أحيانا قيادات حزبه وعلى رأسها سعد الدين العثماني ومصطفى الرميد، وخاصة خلال الجدل الذي صاحب تمرير القانون الإطار للتربية والتكوين.