بقلم رشيد احساين:
Il ya que des fous كلمة نطقت بها سيدة ولخصت من خلالها ما آلت إليه مدينة الناظور”بوابة أوربا” بمعنى آخر المدخل إلى المغرب عبر مينائي الناظور ومليلية المحتلة لوسط وأعماق مغرب 2020 ، أو إن صح التعبير منطلق الحكم المسبق على باقي المدن المغربية بالرغم من وجود فوارق تصل المقارنة فيما بين بعضها للنفق المسدود حيث لا مجال للمقارنة أو المقاربة كما هو الشأن بالنسبة للناظور،التي تحولت لمطرح نفايات وتحولت من مدينة النور كما أسماها الراحل محمد الخامس ، إلى مدينة يعمها الظلام وأضحت دبر المغرب يلقي من خلاله فضلاته ويدبر عبره أزماته .
موضوع الحديث ، أني وبكل بساطة تقابلت مع سيدة مغربية يبدو أنها تقيم بدولة فرنسا كانت تتجول بمدينة الناظور ، تحمل هاتفا ذكيا وتتحدث مع أي كان ،عبر تقنية “الوات ساب” وفجأة لم ألتقط سوى جملة Il ya que des fous ، وفهمت مباشرة أن السيدة كانت بصدد إبداء رأيها بخصوص زيارتها لمدينة الناظور.
قد يقول قائلون لماذا الأحكام الجاهزة ، ومن أدراني أن الجملة تتعلق بما آلت إليه الناظور، لأفتح المجال للتعليق عن أوضاع بوابة أوربا وما كان يقتضيه الحال.
الحكم لم يكن إعتباطيا أو عشوائيا أو له خلفيات ومنطلقات غير صحيحة ، لأنه وبكل بساطة واقع الحال يؤكد ذالك،وشبه إجماع حاصل بخصوص تدهور الأوضاع ووجود أزمة حقيقية أثبتت فشل القيمين والمسؤولين العموميين والمنتخبين في تدبيرها وإيجاد حلول للركود الذي تعيشه المدينة والذي زاد من شبح البطالة بفعل سياسات حكومية فوقية لا تراعي التبعات والنتائج المباشرة والغير مباشرة.
الناظور أضحت مدينة للأشباح بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، وتحولت لعاصمة للمتسولين مغاربة كانوا أو غيرهم ، عاصمة لكل حالم بالهجرة للضفة الأخرى ، وحتا الحمقى من المرحلين وغيرهم وجدوا فيها ملجأهم ، منظر بشع تقشعر له الأبدان أضحى معه العيش من سابع المستحيلات ، في المقابل قبل مسؤولوا المدينة بالوضع واستسلموا له وأبانوا عن ضعفهم وفشل سياساتهم التي لم تزد الأوضاع إلا تأزيما ،شأنهم شأن نخب المدينة من الذين استسلموا للأمر الواقع ، وتركوا الساحة خاوية وخالية للمرتزقة والمستنفعين من الجهلة والمعتوهين الذين تملأ بهم الصالات والقاعات ، ولا يجيدون سوى لغة التصفيق …
فالجبن أضحى السمة الطاغية ، والنفاق ساد المدينة التي تحولت إلى مطرح للنفايات ، ولا من يجرأ على القول والإقرار على أن الأمر ممنهج ويكتسي أبعادا مدروسة ، قد لا تتأخر نتائجها على أرض الواقع ليظهر المستفيدون من شركات وشخصيات ، خصوصا وأن أصحاب المقاولات من أبناء المنطقة فشلوا في التصدي .
فالإستثمار الحقيقي والتنمية الحقيقية للمنطقة وأبنائها سيضلون بعيدي المنال والتحقيق ، وسيضلون مجرد شعارات ، والواقع يؤكد ذالك ، ويكفي النظر في حجم إستفادة المقاولات المحلية من المشاريع المنجزة أو تلك التي في طور الإنجاز؟، ونسبة تشغيل أبناء المنطقة ؟ …
أسئلة عدة تطرح في ضل أوضاع لا تبشر بالخير، وتؤكد بالملموس أن لا وجود في الناظور سوى للحمقى الله يشافيهم ويرد بعقلهم .