أنمون :
بدأت تدب الحياة ببطء في شوارع إيطاليا في أول أيام تخفيف قيود الحجر الصحي، بعد حوالي شهرين من العزل الشامل فرضه فيروس كورونا، الذي لايزال يربك الحياة اليومية للإيطاليين.
وتستعيد إيطاليا الحياة جزئيا اليوم الاثنين بفتح الحدائق و المنتزهات العامة و السماح بزيارة الأقارب واستئناف بعض الأنشطة، وسط مخاوف من موجة ثانية من الإصابات بالعدوى قد تضطر معها الحكومة إلى إعادة فرض حجر صحي جديد .
وسمحت السلطات الإيطالية، اليوم لأكثر من 4 ملايين موظف بالعودة إلى عملهم، في إطار المرحلة الثانية من خطة تخفيف تدابير الحجر الصحي المفروضة على البلاد لتطويق جائحة كورونا.
وبموجب خطة الحكومة، يستأنف العاملون في قطاعات البناء والتصنيع وتجارة الجملة، أنشطتهم اعتبارا من اليوم، فيما لا تزال المتاحف ،المطاعم وصالونات التجميل تحتاج لعدة أسابيع للعودة إلى مسارها الطبيعي.
وتقول المواطنة الإيطالية فلافيا البالغة من العمر 37 عاما، والمقيمة بروما “إنها سعيدة بالتنقل بحرية في حدود المنطقة التي تقطنها فيها ، رغم القيود التي لاتزال مفروضة أهمها التباعد الاجتماعي مع ارتداء الكمامات في الشارع في الحالات التي يصعب فيها الحفاظ على مسافة آمنة من الآخرين.
وفي هذ السياق، كتبت صحيفة (لاريبوبليكا) أن “نجاح المرحلة تخفيف قيود الحجر الصحي بإيطاليا يتوقف أساسا على اختيارات المواطنين و سلوكياتهم ، إذ سيصبح ابتداء من اليوم المواطنون هم “الأبطال الحقيقيون” بتحملهم لمسؤولية حماية أنفسهم وحماية الآخرين من الإصابة بالعدوى.
وأبرزت اليومية أن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي كتب على صفحته الرسمية على موقع (فيسبوك) أن” إيطاليا تفتح اليوم صفحة جديدة تتمثل في التعايش مع فيروس كورونا، و التي يتعين أن نجتازها سويا بثقة ومسؤولية”. وتابع “يجب ألا نهدر في غضون أيام قليلة ما حققناه بشق الأنفس في 50 يوم ا”.
وأكد كونتي أن “مصير البلاد أصبح في أيدي المواطنين أكثر من أي وقت مضى” ..”سنحتاج إلى التعاون واحترام القواعد والتحلي بأقصى درجات اليقظة، لأن أزمة جائحة كورونا لم تنتهي بعد”. وفرض رئيس الوزراء الإيطالي تدابير العزل الشامل على السكان في إيطاليا في التاسع من مارس الماضي جراء تفشي فيروس كورونا الذي يكبد ثالث اقتصاد في الاتحاد الأوروبي خسائر جسيمة.