في الوقت الذي تتّجه أنظار العالم بأسره نحو الدول “القوية” صناعيا لإعلان لقاحاتها المنتظرة لفيروس كورونا، فاجأت تركيا الجميع بإعلان “جاهزية” لقاحها المضاد لـ”كوفيد -19″.
وفي هذا السياق، كشف طيب أردوغان، الرئيس التركي، أن اللقاح المحلي لفيروس كورونا بلغ مراحل متقدّمة، مبرزا أنّ بلاده ستقدمه للعالم أجمع وليس فقط لمواطنيه.
وقال أردوغان، اليوم الأربعاء، في اجتماع الكتلة البرلمانية لحزبه “العدل والتنمية” في أنقرة، إن لقاح كورونا المحلّي وصل مراحل متقدّمة، موضحا أن تركيا تسعى إلى جعله متاحا للاستخدام، على أبعد تقدير، في أبريل المقبل. وقال في هذا الإطار: “نسعى إلى تقديم لقاح كورونا الذي طورناه إلى البشرية جمعاء”.
وأبرز أردوغان أن بلاده تتابع عن كثب كافة اللقاحات التي يتم تطويرها في كل من الصّين وروسيا والولايات المتحدة وبلدان أوروبا.
وقال أردوغان إنه يدعو، عبر كل المنابر الدولية، إلى عدم التضحية بدراسات اللقاح من أجل أطماع سياسية أو تجارية وأن تكون ملكية مشتركة للبشرية كلها. وشدّد على أنه ليس منطقيا أن تحمي كل دولة نفسها قبل أن يتخلص العالم بأسره من تهديد جائحة كورونا، “لذلك نشدّد، مرارا وتكرارا، على الحاجة إلى إصلاح المؤسسات غير الفعّالة في حل المشاكل المشتركة للبشرية وضمان الحقوق والإنصاف والعدالة، وفي مقدمتها الأمم المتحدة”.
وأكد أردوغان ضرورة “لجم” وتيرة جائحة كورونا الآخذة في الارتفاع سواء في تركيا أو في بقية بدان العالم. وأبرز أن تطويق الجائحة عبر الالتزام الصارم بإجراءات مراعاة المسافة الاجتماعية ووضع الكمامات والنظافة سيحُول دون اتخاذ تدابير “مؤلمة” في المستقبل.
يشار إلى أن فريق مؤلف من زوجين ألمانيين من أصول تركية صار في مقدمة سباق طرح لقاح مضاد لفيروس كورونا، وهو ما سيكون بالطبع إنجازا غير عادي.
فالرجل التركي المولد أوغر شاهين (55 عاما) هو المدير التنفيذي لشركة التكنولوجيا الحيوية الألمانية “بيونتيك”. وقد قام بتأسيسها مع زوجته وزميلته في مجلس الإدارة أوزلم (53 سنة) وأستاذه السابق البروفيسور كريستوف هوبر، وهو خبير نمساوي في مرض السرطان.
وكانت شركة “بيونتيك” وشريكتها الأمريكية “فايزر” قد أعلنتا أن لقاحهما يمكنه أن يحمي أكثر من 90 % من الناس من الإصابة بكوفيد-19، وفقاً للنتائج الأولية لتجارب المرحلة الثالثة.
ويأتي ذلك في الوقت الذي ينتظر العالم بترقّب شديد ظهور لقاح فعّال للعلاج من الجائحة التي روّعت العالم منذ بداية العام الجاري.
