لا تزال حقيقة الاعتداء على السفير المغربي في بوركينا فاسو، يوسف السلاوي، مجهولة في ظل عدم إصدار وزارة الخارجية أو السفارة المغربية في واغادوغو أي موقف رسمي، غير أن المعطيات “التي حصلت عليها “الصحيفة” تفيد بأن أحد المهاجمين، والذي أطلقت عليه الشرطة البوركينابية النار، سبق له التورط في جرائم اعتداء ضد مسؤولين أجانب.
ووفق المعطيات المتوفرة، فإن السفير استُهدف بطلقات نارية في حوالي الساعة العاشرة من مساء أول أمس الخميس، مباشرة بعد خروجه من منزل أسرةٍ صديقة كان يزورها رفقة زوجته، حيث تعقبه شخصان على متن دراجة نارية وقام أحدهما بإطلاق الرصاص على الدبلوماسي المغربي ليصيبه في الرأس أما زوجته فتلقت رصاصتين في الساق.
وجرى نقل السفير وحرمه مباشرة إلى المستشفى حيث خضعا لعملية جراحية واستطاع الأطباء إنقاذ حياتهما، فيما عجلت شرطة بوركينا فاسو بمطاردة المشتبه فيهما، وتمكنت بالفعل من الوصول إلى مطلق الرصاص البالغ من العمر 36 عاما، والذي أُردي قتيلا بنيران الأمن خلال محاولة توقيفه، وحسب المعلومات المتوفرة، فإن المعني بالأمر كان مطلوبا للعدالة في قضايا مشابهة آخرها الاعتداء على سيدة تعمل في منظمة دولية.
والسفير يوسف السلاوي كان قد عيَّنه الملك في منصبه في يونيو من سنة 2019 وبدأ عمله رسميا في شتنبر من العام نفسه، وأصبح منذ ذلك التاريخ أحد أبرز وجوه النشاط الدبلوماسي المغربي في القارة الإفريقية، حيث ساهم في توطيد العلاقات بين الرباط وواغادوغو، وكان أحد الذين أنجحوا عملية تزويد المغرب لبوركينافاسو بمساعدات طبية لمواجهة جائحة كورونا تتضمن 8 ملايين كمامة وعشرات الآلاف من المطهرات الكحوليات وأدوية الكلوروكين في يونيو من العام الماضي.
لكن الملف الأهم الذي اشتغل عليه السلاوي كان هو فتح قنصلية لبوركينافاسو بمدينة الداخلة، الأمر الذي تم يوم 23 أكتوبر 2020، بحضور كل من وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة ونظيره البوركينابي ألفا باري، لتكون بذلك القنصلية رقم 11 في الأقاليم الصحراوية والخامسة بالداخلة، علما أن بوركينافاسو كانت من بين الدول التي أعلنت دعم المغرب بعد تدخل جيشه ميدانيا في “الكركارات” لإعادة فتح المعبر البري الرابط بين أراضيه وبين موريتانيا.