أنمون : متابعة
تعيش مدينة الفنيدق منذ أسابيع على وقع تراجع حاد في النشاط التجاري، كنتيجة مباشرة لتوقف نشاط التهريب المعيشي بباب سبتة منذ الأسبوع الاول من أكتوبر الماضي.
مدينة الفنيدق في الواقع هي المنطقة الأكثر تضررا من توقف نشاط التهريب بشمال المغرب، نظرا لاعتمادها لعقود طويلة على هذا النشاط، وكانت بمثابة “سبتة ثانية” للذين لا يستطيعون دخول مدينة سبتة.
صحيفة إلباييس الآسبانية كشفت مؤخرا في ربورطاج على ظاهرة التهريب المعيشي، أن مدينة الفنيدق عرفت نموا ديموغرافيا كبير خلال العقدين الأخيرين حيث قفز عدد سكانها من 6 آلاف نسمة إلى 78 ألف نسمة.
وهذا الارتفاع الكبير في عدد السكان جاء نتيجة لازدهار التهريب المعيشي بباب سبتة، واستقطابه لأعداد كبيرة من الراغبين في الاشتغال فيه، وهكذا تحولت الفنيدق وجهة الهجرة عدد كبير من المغاربة.
التوقف المفاجئ للتهريب المعيشي، جعل الفنيدق اليوم تصطدم بواقع غير مألوف، ركود تجاري حاد وغياب أي بديل أخر، حوّل المدينة إلى مدينة “لا شيء”، وبالفعل لا يوجد اي شيء يمكن فعله في الفنيدق بعد توقف التهريب.
ويتضح جليا ان اللجنة الاستطلاعية التي عرضت تقريرها في البرلمان المغربي مؤخرا حول التهريب المعيشي بباب سبتة أدركت هذه الحقيقة، الأمر الذي جعلها توصي بإحداث منطقة حرة للتجارة بالفنيدق، لتفادي الهجرة العكسية من المدينة.