تعفنت ضيعات الفراولة بضواحي القنيطرة، ووجدت السلطات العمومية بجهة الرباط-سلا-القنيطرة، صعوبة في توفير سيارات الإسعاف والأطر الصحية لنقل مئات الحالات إلى المستشفى الميداني بان سليمان، بينما مازال منحى الإصابات المؤكدة في ارتفاع وسط مخالطي العاملات المصابات وأفراد أسرهن.
سجلت وحدتان إنتاجيتان تابعتان لشركة في ملكية إسباني بالجماعة الترابية لالة ميمونة، صباح اليوم (الجمعة)، 146 حالة إصابة مؤكدة جديدة، تضاف إلى 142 إصابة مؤكدة في الأيام الماضية، لتتحول المنطقة (100 كيلومتر عن القنيطرة) إلى بؤرة وباء حقيقية، قربت المغرب من 10 لاف إصابة.
واستنفرت السلطات الصحية والإدارية بجهة الرباط سلا القنيطرة جميع امكانياتها، الأسبوع الجاري، لمحاصرة العدد الكبير من الحالات المؤكدة والمحتملة في صفوف المخالطين من صفوف العاملات القارات والموسميات في الوحدتين الإنتاجيتين وفي صفوف العاملين في الضيعات القريبة والسائقين والمساعدين وأصحاب عربات النقل وأسرهم، إذ تتوسع رقعة الإصابات جغرافيا لتمتد إلى جماعة الشوافع المجاورة وضواحي وزان وسيدي علال التازي ومولاي بوسلهام وسيدي سليمان ووزان والقنيطرة والعرائش.
وتستقطب ضيعات الفراولة بجماعتي لالة ميمونة والشوافع آلاف العاملات القارات والموسميات المتحدرات من أسر فقيرة بالمناطق المجاورة، إذ يشتغلن في ظروف صعبة وسط الاكتظاظ والضغط لعزل حبات التوت ووضعها في علب خاصة وتهييئها للتصدير، في مقابل رواتب هزيلة تتراوح بين 70 درهما و80.
وعادت الوحدتان الإنتاجيتان التابعتان لشركة “ن.م” إلى العمل مع انطلاق موسم جني الفراولة بضيعات القنيطرة، دون التأكد من اتخاذ الاحتياطات اللازمة في ما يتعلق بالسلامة والوقاية من احتمال الإصابة بفيروس كورونا ونقل العدوى وسط آلاف العاملات المجتمعات في مكان واحد.
وظهرت حالات الإصابات الأولى، نهاية الأسبوع الماضي، دون أن تتخذ إدارة الشركة ومندوبية الصحة بالقنيطرة أي إجراءات للحد منها، وإلزام رب العمل بالتدابير والإجراءات ودلائل الوقاية المعتمدة من الحكومة، وتعتبر شرطا لاستئناف العمل.
ورجحت المصادر أن انتشار الوباء بالوحدتين بدأ أواخر ماي الماضي، مع وصول موسم الجني إلى ذروته، إذ تعمل إدارة الشركة في العادة على مضاعفة نشاط معاملها في هذه الفترة، باللجوء إلى عاملات مياومات، تجلبهن من مختلف أقاليم المنطقة، ومن بينهن امرأة تتحدر من القصر الكبير وهي التي اتضح، في الثاني من يونيو الجاري، أنها نقلت العدوى إلى زميلاتها، لكن رغم ذلك استمر العمل في الشركة، ولم يعمم الفحص على المستخدمات في حينه، ما أسهم في استمرار تفشي الفيروس في صفوفهن.
وبعد تسجيل الحالة الأولى، لم تشمل الفحوصات سوى 100 مستخدمة من أصل حوالي 954، تبين، في السابع من يونيو الجاري، إصابة 18 مستخدمة منهن، فيما لم تعمم الفحوصات عليهن، إلا انطلاقا، من 11 من الشهر نفسه، فأثبتت إصابة 73 عاملة، إضافة إلى حالات الإصابة المكتشفة بين المخالطين، بعد اضطرار المئات، بينهم أفراد أسر كاملة، للخضوع لإجراءات العزل الصحي.