متابعة
في خطوة تمثل تصعيدًا ملحوظًا في النضال السياسي والدبلوماسي لحركة تقرير المصير في منطقة القبائل (ماك)، بدأت جمهورية القبائل، التي تخضع لسيطرة الإحتلال الجزائري، في إصدار بطاقات تعريف وطنية لمواطنيها، سواء داخل منطقة القبائل أو خارجها.
وتأتي هذه الخطوة في إطار الجهود المستمرة للحكومة القبائلية المؤقتة في المنفى (أنافاد) والبرلمان القبائلي (إيمني أقفايلي) لتأسيس دولة مستقلة، وهي خطوة تعكس الرغبة العميقة في تحقيق استقلالية سياسية وثقافية لشعب القبائل.
وتتمتع الجمهورية القبائلية بجميع مقومات الدولة، حيث يفوق عدد سكانها 14 مليون نسمة، وتتخذ من تيزي وزو عاصمة لها، ورئاسة فرحات مهني، كما تُدير الحكومة في المنفى مجلسًا وزاريًا يضم عشرة وزراء مقيمين في فرنسا، مما يعكس تواجدًا سياسيًا متينًا على الساحة الدولية، بالإضافة إلى أنها تمتلك الجمهورية راية وطنية، وبطاقة تعريف، وجواز سفر، إلى جانب فريق رياضي يمثلها في مختلف الرياضات، ولها ممثلين في بعض الدول وملف قدمته للأمم المتحدة.
ومنذ سنوات، كان فرحات مهني، رئيس الحكومة القبائلية المؤقتة، نشطًا في الساحة الدولية، حيث دعا إلى إدراج منطقة القبائل ضمن اللجنة الأممية الرابعة لتصفية الاستعمار، كما طالب بتسجيل حكومة القبائل المؤقتة في قائمة الشعوب التي لا تتمتع بحق تقرير المصير.
وفي خطوة رمزية عكست الإصرار على السعي نحو الاستقلال، رفع مهني العلم الرسمي لجمهورية القبائل المستقلة أمام مقر الأمم المتحدة في 11 أكتوبر 2015، معبرًا عن تطلعات شعب القبائل في التحرر من السيطرة الجزائرية.
هذه التحركات تمثل جزءًا من استراتيجية متواصلة تهدف إلى حشد الدعم الدولي والاعتراف بالجمهورية القبائلية كدولة مستقلة. وفي ظل هذه التطورات، يبقى السؤال حول مدى تأثير هذه الخطوات على الساحة السياسية الإقليمية والدولية، وإمكانية تحقيق تطلعات الشعب القبائلي في الاستقلال والاعتراف الدولي بحقوقه السياسية والثقافية.
