ضدّ “التّمييز العنصريّ المبنيّ على أساس الجنس”، تنتفض الحركة البديلة من أجل الحريات الفرديّة (مالي)، في سلسلة أنشطة بدأتها من شاطئ بمنطقة الرّيف توجد به لافتات تحدّد مواقيت ارتياده من الجنسَين، مع خصّ الذّكور بيوم الجمعة كاملا.
وبادرت حركة “مالي” إلى استبدال تعبيرات كتبت على أسوار الأدراج المؤدّية إلى البحر كانت تقول “لا تأتوا بالنّساء”، وتحذّر من يخالف هذا التّوجيه بأنه “سيعاقَب”، بتعبيرات باللون الأحمر تقول: “عنصريّة جنسيّة” باللغة العربية، و”تمييز مبنيّ على الجنس”، باللغة الفرنسية.
وقالت ابتسام لشكر، ناشطة حقوقية من مؤسّسي حركة “مالي”، إنّ هذا التّحرّك يأتي في إطار “حملة متعدّدة الأنشطة”، تناهض التّمييز ضدّ النساء؛ لأنّ “العنف الذّكوريّ مبنيّ على هذا التمييز ضدّ النساء”، و”جميع أنواع العنف والتّمييز وعدم المساواة”، لا توجد دونَه.
وتدخل هذه المبادرة الأولى في إطار “صراع من أجل الفضاء العامّ”، حَسَبَ ابتسام لشكر، و”صراع ضدّ الهيمنة الذّكورية”. لذا، تزيد المصرّحة في حديثها لهسبريس: “نحارب هذه الهيمنة الذّكوريّة على الفضاءات العامّة”، التي نجد معها “الرجال في الفضاءات العامّة، والنّساء في الفضاءات الخاصّة، مِثل المنزل والمطبخ…”.
ورغم اعتبار المنطقة “حمّاما” بسبب وجود مسبح طبيعي صغير الحجم بها، تقول المتحدّثة إنّ “هذا ليس عذرا، ولا يغيّر شيئا ممّا نندّد به وندينُه”.
وأكدت النّاشطة الحقوقية أنّ “الخوف في الفضاءات العامّة يؤثّر سلبيّا على النّساء”، وهو ما دفع الحركة البديلة للحريات الفردية إلى تنظيم نشاطها المقبل حول “ثقافة الاغتصاب” في منطقة أخرى بالبلاد.
تجدر الإشارة إلى أنّ الحركة البديلة من أجل الحريات الفردية (مالي) قد أطلقت حملة متعدّد الأنشطة “من أجل تسليط الضّوء على تمظهرات التّمييز الجنسيّ بالفضاء العامّ، وفي الصّوَر واللّغة، ووسائل الإعلام والتّواصل والإشهارات، وفي أجساد النّساء، والسّلطة الأبويّة التي تساهم في ثقافة الاغتصاب”.
وأكدت “مالي”، في بيان لها، ضرورة “تسليط الضّوء على التّمييز الجنسيّ وذِكرِه باسمِه المجرَّد، ومحاربتِه”، لأنّ هذا التّعصّب والحكم المسبق التّمييزيّ على أساس الجنس “مرتبط بقوالب نمطيّة تسهِم في نشر الاعتقاد القائل بوجود جنسٍ متفوِّق بطبيعتِه على الآخَر، والذي يتفوّق من خلاله الذّكر على الأنثى، كما الحال في القواعد اللّغويّة”.
وشدّدت الحركة التي تعتمد أسلوب العصيان المدنيّ على أنّ “محاربة التّمييز الجنسيّ” توجد في “قلب المعركة من أجل المساواة بين النساء والرجال، وفي قلب المعركة ضدّ العنف الرّجولي/الذّكوريّ؛ لأنّ هذا التّمييز يسمح بجميع أنواع العنف ضدّ الفتيات والنّساء”.