حين يُشَمِّر شباب المدينة عن سواعده ‘ لتنظيف ‘ المدينة. أو حين يتعرى المسؤول وتنكشف عيوبه.

12 أغسطس، 2019 - 00:06 الرئيسية تابعونا على Lwatan

بقلم : محمد بوتخريط
قد يبدو للبعض، أنّ جزء من حكاية مزابل المدينة انتهى.. بل وقد يقول البعض أنها مرّت بسلام . لكن مبادرات وتحركات “المسؤولين” إياهم ظلّت عالقة بذاكرة كل من يعي الاشياء جيدا لغرابتها..ولسان حالهم: أن أسوأ وأتفه ما أبتلت به المدينة هم من يسيرونها حاليا… رصيد واحتياطي .
رئيس المجلس البلدي يقر أنه جزء من المشكل…وطبعا لتلميع صورته للقادم من الايام. الشركة المتعاقدة معه، تتنصل من مسؤوليتها تجاه الوضع و تعيد الكرة الى مرمى المجلس البلدي .. مارشيكا تدخل على الخط ..وطبعا داخل ” الاماكن الواقعة ‘ تحت نفوذها’ .. و صور فاضحة تطرح علامات استفهام كبيرة حول العلاقة بين المجلس البلدي والشركة المتعاقدة معه، ومدى قدرة المجلس على مراقبة عملها، واحترامها لدفتر التحملات.! ويبدو أن الشركة ومديرها من جهة، و المجلس البلدي ورئيسه من جهة ثانية، أصبحا مشغولين باشياء أخرى، اكثر من نضافة المدينة وصحة السكان..!
ولأن ذوي المسؤولية لم يحركوا أي ساكن في اتجاه البحث الجدي عن حل أو مخرج جدي ومحاسبة أولئك الذين درسوا وخططوا وفرضوا على المواطن ما فرضوا، لم ينفع المواطنين سوى أن “شمرو على سواعدهم” معتمدين على أساليبهم وأدواتهم الخاصة من “البالا والفاس و..الشطابة” وغيرها ، وبدؤوا في جمع الازبال وتنظيف الاحياء حتى يتمكن الساكنون فتح نوافذ منازلهم وليتمكن الاطفال النائمون من التقاط بعض الهواء وحتى لا يبقوا محاصرين داخل بيوتهم .
إن الكوارث العميقة التي عانت وتعاني منها هذه المدينة و على جميع المستويات وبالخصوص “معضلة النفايات” تتكرر كل يوم ولا يلجأ السادة الكرام أصحاب القرار والمسؤولية بعد هدوء “العواصف” وبعد مرور الشاحنات _ إن هي مَرَّت_ وعصرها ” العواصر” إلاَّ إلى مسح الامكنة بقليل من ” الجِير” واحيانا كفنة من التراب .
وحين نحن نكتب أو نصرخ ، يقع في الكثير من الأحيان اللوم علينا من قبل بعض المسؤولين والمتنفذين في أننا “ننتقد” كثيرا ! ونتصيد الازمات . فهل حين نحاول فضح الفساد والمفسدين في المدينة أمر يوجب اللوم أم الإشادة والثناء؟ ذلك لأننا سرنا في منهج واضح للعيان، وليس بدعة أن يكون هذا المنهج هو إيصال صوت المواطن وصوت (من لا صوت له) الى كل المسؤولين .
طبعا الأمر فد يصبح قاسيا جدا حين يتعرى المسؤول وتنكشف نواقصه وعيوبه ! لكن حري به، في هذه الحال، أن يفرح لأننا أهدينا اليه عيوبه… ليصححها ويصحح كل الأخطاء لا ليغضب. فنحن كلنا عراة… نحن عراة حين يطوف تسونامي الازبال فيغرقنا في القمامة ويغرق أطفالنا في الامراض. نحن عراة حين يأكل المسؤول ميزانية المشروع .. فنموت مخنوقين في بيوتنا ونحن لا نقوى على فتح نوافذها .. نحن عراة حين نضحي بالشباب لأجل المدينة بينما أبناء المسؤولين “يُسرحون” ارجلهم في مكاتبهم أو يتسكعون في شوارع المدينة بحثاً عن ذلك “العري” الذي في بالكم .. نحن عراة.. ولا شيء يستر عورتنا .. ما دمنا لا نستطيع أن نرفع الصوت ونقول كفى.. كفى سكوتاً.. فحين نحن سكتنا ، أغرقتنا الازبال ، وحين “تحركنا” تعرى المسؤول ورُفعت الأزبال.. !! نريد أن نعيش بكرامة، نريد أن نتباهى بمدينتنا كما يتباها الاخرون بمدنهم..نريد أن يحب اطفالنا زيارة مدننا… كفى سكوتاً.. لأننا نريد حقنا في الحياة ، ونريد حقنا في الدنيا كيف نعيشها…
خلاصة الحكاية ..لا نريد أن نكون عراة.. ولا “موسخين” وموشومين بالزبالة .. نريد أن نعيش بكرامة.. وإن كنتَ – سيدي ” المسؤول”- قد اعترفتَ أنك جزء من المشكل .. فلا تحاول أن تعيد حساب الأمس .. وما خسرت فيه . فالعمر حين تسقط أوراقه لن تعود مرة أخرى ..ولكن مع كل ربيع جديد سوف تنبت أوراق أخرى ، فحاول ان تسقيها في وقتها قبل فوات الاوان.