لوطن: متابعة
نشر البروفيسور عز الدين الإبراهيمي مدير مختبر البيوتكنولوجيا بكلية الطب بجامعة محمد الخامس وعضو اللجنة العلمية والتقنية لتدبير جائحة “كورونا”، في تدوينة مطولة على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، بعض نتائج بحث لازال قيد النشر حول الحالة الوبائية بالمملكة.
سلالة مغربية 100 بالمائة
وقال الابراهيمي إن الأبحاث كشفت “ظهور 25 طفرة (و ليست سلالة) مغربية و هذا ما كنا نحث عليه دائما بأن تكاثر الفيروس يؤدي حتما إلى ظهور طفرات محلية تنتج تلقائيا بوجود الظروف الجينية لتطورها”.
وأضاف أنه “و تبعا للموقع المرجعي لتحليل البيانات “جيزيد”، يمكن تصنيف السلالة التي ظهرت لأول مرة بورزازات كسلالة جينومية مغربية مائة في المائة في انتظار تحديد خاصيتها البيولوجية”.
وأكدت نتائج البحث وجود 28 سلالة جديدة بالمغرب “وعلى الخصوص السلالة النيجيرية الحاملة للطفرة 484 مع عدم ظهور أي سلالة جنوب إفريقية بالمغرب لحد الساعة”.
السلالة البريطانية منتشرة في المغرب
وبخصوص تحليل جينوم أول سلالة بريطانية دخلت المغرب شهر يناير، أشار الإبراهيمي إلى أن “رغم صعوبة تحديد نسبة السلالات البريطانية بالضبط فكل المؤشرات توحي تجاوزها لعتبة 15 في المئة و بداية انتشارها الأسي”.
“هذه السلالة (البريطانية) ستسود في المغرب في ظرف أسابيع و أخطر ما فيها، انتشارها السريع وإصابتها للعديدين مما قد يؤدي بضغط جديد على منظومتنا الصحية وأن نستمر في التلقيح تحت ضغط الوباء المتحور”.
وقال إنه” بعد تحليل التسلسل الجينومي للسلالات التي ظهرت بالداخلة والذي قام به مختبرنا بتعاون مع المعهد الصحي و الذي أثبت أن الأمر يتعلق بالسلالة البريطانية… و يمكن أن نحسم بأن هذه السلالة التي وصلت إلى أبعد نقطة بالمغرب و المتميزة بكثافة سكانية قليلة، حتما تتواجد بكل المناطق المغربية”.
وضع مستقر وبائيا و مقلق جينوميا
وأوضح عز الدين الإبراهيمي أنه من قراءة سريعة للحالة الوبائية المغربية يتضح “أنها شبه مستقرة كنتيجة للآثار الإيجابية لتلقيح فئات كبيرة كانت معرضة لتطوير الحالات الحرجة و نتيجة لخاصيات الهرم السكاني المغربي الشابة و كذلك بسبب نسبة المغاربة الذين أصيبوا بالفيروس و التي تقارب الثلاثين في المئة”.
وأرجع الإحساس بالأمان لدى العامة إلى انخفاض عدد الوفيات” والمنظومة الصحية التي “تستحمل عدد الأصابات “.
وعاد ليؤكد أن “الحالة الجينومية لسلالات الفيروس المتواجدة بالمغرب تدعو لكثير من الحذر حتى لا أستعمل مصطلح قلق الذي يقلقني كثيرا كلما اضطررت لاستعماله”، وتابع “الخطر كل الخطر يأتي من تفشي السلالات المتحورة”.
وأكد أنه “في الوقت الراهن يمكن أن نقول بأن الوضع شبه مستقر وبائيا ومقلق جينوميا وأننا ما زلنا نحتفظ على الأقل بشهر وراء أوروبا من الناحية الوبائية الجينومية، مما يدعو إلى كثير من الحذر و قليل من المجازفة في هذه المرحلة المفصلية في مواجهة الكوفيد و لا سيما أن عمليتنا التلقيحية لم تنته بعد و مازالت تحت رحمة السوق الدولية للقاحات”.
تخفيف الإجراءات بعد رمضان
وعبر الإبراهيمي عن أمله في الخروج من أزمة كورونا مع حلول فصل الصيف، و”بالتحديد مع العيد الأضحى إن شاء الله بأقل الخسائر الإنسانية والاجتماعية و الاقتصادية الممكنة”.
واقترح أن يتم تمديد حالة الطوارئ الصحية في 10 أبريل، مع الإبقاء على الإجراءات الحالية وقال “من الناحية العلمية لا أرى كيف يمكن أن نغير من الإجراءات الحالية. فكما أنني لا أرى سببا لتشديدها، لا أرى ربحا في تخفيفها مما سيؤدي حتما إلى حركية أكبر ومجازفة لا أرى منفعة منها”.
وأضاف أنه في 10 ماي “في استقرار للأرقام و المعطيات و بعد عيد الفطر الفضيل، يمكن أن نخفف من كثير من القيود. ففي ميدان التعليم يمكن أن تكون جميع الامتحانات الاشهادية حضوريا، ويمكن فتح المقاهي و المطاعم لمدة زمنية أطول، و السماح بالتجمعات بأعداد معقولة”.
وفي العاشر من يونيو اقترح “بعد تقييم الرفع من الحركية خلال المرحلة السابقة، يمكن أن نرفع من عدد المتجمعين في الأماكن العمومية و الخاصة و تمديد ساعات فتح المقاهي و المطاعم، وعودة المتفرجين للملاعب و قاعات السينما، والعودة لإحياء بعض المناسبات “.
وفي العاشر من يوليوز: رفع ما تبقى من القيود و الترخيص للعيد الأضحى المبارك وطنيا و استقبال مغاربة العالم، و رفع قيود التنقل…”.