متابعة
قال عتيق السعيد المحلل السياسي في تصريح ل”الأيام24″، إن خطاب الملك بمناسبة الذكرى 44، له حمولات رمزية لحدث المسيرة الخضراء التي شكلت محطة وطنية في تاريخ المملكة ملكا و شعبا، كما جسدت قيم نبيلة من استجابة تطوعية جماعية، لتلبية نداء الوطن لما للحدث من دلالات عميقة ترسخ العهد الموصول الذي يجمع العرش المجيد بوفاء بالشعب حول كل ما هو حاضن لوحدة الوطن، وفي مقدمتها الصحراء المغربية.
وأوضح السعيد، بأن الملك وضع تقييما شاملا لما حققته المسيرة الخضراء من تفاعلات التلاحم القوي بين العرش والشعب، حيث كانت ولازالت محفزا أساسي و محركا على رفع العديد من التحديات التي تواجه الأمة، فالمغرب استطاع من ذلك الوقت وعلى مدار العشرين سنة من حكمه برؤية متبصرة حكيمة، ابتكار سلسلة من الاوراش التنموية التي شملت الأقاليم الجنوبية، ومختلف مناطق المملكة، كما استطاع المغرب أن يواكب مسار الدولة المتقدمة في نهج نظام اللاتمركز الإداري كآلية لتفعيل الجهوية المتقدمة، بما يتيح التدبير الديمقراطي والمساهمة في تنمية الجهات، و تعزيز التدبير العمومي على المستوى الترابي بشكل يضمن توزيع الثروات و سد الإحتياجات المحلية، زيادة الى ما تشكله الجهوية من آلية تنظيمية تضامنية بين الجهات،
و بالتالي شكل حدث المسيرة الخضراء لبنة أساس في بناء الدولة الحديثة وفق توجه تنموي مستدام، و أيضا محطة بارزة في مسار استكمال الوحدة الترابية .
وأضاف المحلل السياسي، بأن الخطاب الملكي شدد على أن مكانة المغرب الرفيعة بين دول القارة الافريقية تجعله امام تحديات كثيرة حيث عرف المغرب تحولات سياسية واقتصادية واجتماعية عديدة دفعت نحو مرور الدولة من احداث تاريخية متميزة مكنته من الريادة على الصعيد القاري بفضل رؤية الملك لمكانة القارة الافريقية كحاضنة للتنوع الاقتصادي وللتنوع الثقافي.
وتابع المتحدث بالقول أن الخطاب الملكي ثمن بداية عهد جديد للعلاقات مع بلدان القارة السمراء التي قدمت بكل اعتزاز دعم رجوع المغرب للاتحاد الإفريقي بعد أن كان الانسحاب من منظمة الوحدة الإفريقية ضروريا حيث أتاح الفرصة للمغرب لإعادة تركيز عمله داخل القارة، ولإبراز مدى حاجة المغرب لإفريقيا، ومدى حاجة إفريقيا للمغرب.
هذا التوجه، يضيف السعيد، جعل المملكة أمام رهانات تحقيق التنمية على المستوى الوطني و كذلك وضع المغرب امام تحديات تجويد علاقاته مع الشركاء سواء بأوروبا او بدول القارة، وبالتالي الخطاب الملكي أكد على ضرورة مواصلة التوجهات الاصلاحية التي نجح في تحقيقها المغرب منذ عودته للاتحاد الإفريقي.
واسترسل المحلل السياسي في حديثه للموقع قائلا بأن الملك سلط الضوء في خطاب المسيرة، على مكانة المغرب قاريا وعربيا من خلال رؤيته الإستراتيجية الإندماجية بعيدة المدى، و سعيه على تبني مقاربة تدريجية تقوم على التوافق بين جميع الأطراف المعنية بالشأن العربي والإفريقي, فالمغرب تبني سياسته التنموية للبناء القاري من خلال معرفته الدقيقة بالواقع الإفريقي و العربي المليء بالتحولات و المتغيرات الأمنية والاقتصادية و الاجتماعية.