بقلم : رشيد احساين
تداولت مصادر إعلامية مغربية خبرا ، مفاده إعلان بعض “ريفيي المهجر” تضامنهم مع جبهة البوليساريو الإنفصالية،وتنظيمهم لوقفة في الصدد بإحدى المدن الإسبانية.
ودون النبش في الجدور والأصول والإنتماءات القبلية ، ودون سب أو قذف في حقهم أوغيرهم بسبب مواقفهم التي لا تخرج عن إطار إعرابهم عن عدائهم وكرهمم للدولة المغربية ومؤسساتها، شأنهم في ذالك شأن جبهة البوليساريو وميليشياتها والمرتزقة منهم على إختلاف إنتماءاتهم الجغرافية وهو أمر أكيد تؤكده مختلف التحركات والجهات المحركة في تلاق مع مصالح ذاتية لا أقل ولا أكثر.
والأكيد أن رقعة العداء لمؤسسات الدولة المغربية إتسعت بالموازاة وإتساع رقعة مناوئيهم ممن يصفون أنفسهم ب”الوطنيين” ويسارعون للرد على خصومهم دون أدنى إحترام لقواعد الإختلاف من الجانبين ، وتبقى الرقعة الأوسع للمغاربة الأحرار ممن هم في إستعداد تام للدفاع عن بلدهم وثوابت وطنهم دون إنتظار جزاء أو شكورا .
إن الأمر يقتضي إعادة النظر في الأمور ، كما يقتضي تحركا للفئة الأوسع من النخب المغربية مدعومة بمختلف شرائح المجتمع التي لا تبتغي لا خروب بلدها ولا عسل البلدان الأخرى . فئة عريضة وواسعة لم تجد لها موطأ قدم ولم تحضى باهتمام وسائل الإعلام ولم تتلقى دعوة للتعبئة هم أولائك الذين لم يضعوا رجلا بالداخل والأخرى بالخارج هؤلاء هم المتشبعون بروح الوطنية ….
لن ننكر أن بلدنا من بلدان العالم الثالث ، ومتخلف مقارنة مع بلدان أخرى ، كما لن ننكر أن وضعنا أحسن بكثير مقارنة بشعوب بلدان أخرى ، ولن ننكر أننا بحاجة لتعليم حقيقي والصحة والشغل وتحسين الأجور وغيرها من الأمور التي هي حق للشعب ، نحتاج للكرامة والعدالة الإجتماعية ، نحتاج لحقوقنا المشروعة والمنصوص عليها في دستورنا وفي المواثيق الدولية المصادق عليها من قبل بلدنا، نحتاج للشيئ الكثير.
لكن بالمقابل نحتاج لمناضلين حقيقيين للدفاع عنها ، كما نحتاج لمنتخبين وممثلين حقيقيين تحذوهم الغيرة على بلدهم ومواطنيه ، كما نحتاج لحكومة وطنية قوية ، هذا دون أن ننسى حاجتنا لموظفين ومسؤولين في مختلف القطاعات ممن يغلبون المصلحة العامة على الشخصية ، مؤمنين بدورهم والمهام المنوطة بهم..
وهنا لابد لي وأن أتوقف لأعرب عن إعجابي شأني شأن غالبية المغاربة بالتجربة التركية بقيادة حزب العدالة والتنمية، وما حققته حكومته في ظرف وجير ، حيث صارت تركيا ضمن أقوى الدول إقتصاديا وسياسيا ، هذا دون أن أغفل التأكيد على أن لا مجال للمقارنة أوالمقاربة بين ذات الحزب “العثماني” وحزب العدالة والتنمية المغربي الذي يرأسه العثماني، والذي وخلال ولايتين من حكمه خلق إحتقانا وسط المغاربة .
فلا عدالة ولاتنمية سوى السخط والتذمر وإنتشار اليأس في نفوس المغاربة ، وساد الفساد بمختلف تجلياته ولم يستحيي إخواننا في الله ، ولم يتقوا الله في خلقه .
إن المواطن المغربي الذي ضاقت به السبل لم يعد يؤمن لا باليمين ولا باليسار ولا الوسط ، ولا بالعلماني أو الشيوعي أو الإسلاموي،إختلطت عليه الأمور ولم يجد له مخرجا سوى رفعه شكواه لله أن يزيل عنا الوباء والبلاء راجيا ومتلتمسا في كل ضائقة تدخلا ملكيا يعفيه مما هو عليه.
لن ننكر أن المك محمد السادس أضحى ملاذا للمغاربة ، وعليه تعلق الآمال ، لما عمل على تحقيقه للرقي بهذا البلد ومواطنيه، فكل ما تحقق كان بتوجيهاته وتعليماته، حتى مشاكل المواطنين الشخصية أضحى يتابعها باهتمام ودونما أدنى كلل، وهو الذي تزخر خطبه بما يكفي من توجيهات سديدة وأقر بوجود الفساد وشيوعه وعرقلته للتنمية و..و…و.
إن الأمر يقتضي مراجعة سريعة لما آلت إليه الأوضاع ،خصوصا وأن البلاد مقبلة على محطات إنتخابية من شأن نتائجها أن تكون إما عاملا إيجابيا أو سلبيا . وهنا تتجلى مسؤولية الأحزاب والمواطن بالدرجة الأولى باعتباره المشارك والحاسم في الإختيارات ، فإما أن نكون أو لا نكون، إلى جانب مؤسسات الدولة المعنية بالإشراف على حسن سير عمليات الإقتراع .
فد نكسب الرهان ، وقد نخسره ونخسر زمنا كنا سنوفره لإستكمال بناء الوطن والمواطن الذي يعد أساس وركيزة التنمية الحقيقية.
من خلال كل هذا . أستوقف لأؤكد لمن يخالجه الشك، أن المغرب وخلال العشرية الأخيرة أضحى قوة سياسية إقليمية له وزنه ، ولا يحتاج لمن يحاول الركوب على الأحداث ، ولن تُزَعزَع إرادته في إستكمال وحدته الترابية سواء من قبل جبهة البوليساريو أو من قبل غيرها، مغرب محمد السادس قادر على تصحيح كافة الإختلالات وتجاوز مختلف العقبات وما النتائج المحققة والمكاسب التي جمعها في ظرف وجيز لخير دليل على قوته وحنكة ملكه ..فلا داعي للمناوشات والإستفزازات لمشاعر المغاربة الذين يملكون من الوعي ما يكفي للتمييز بين المرتزقة وغيرهم .
إن أبناء منطقة الريف كغيرهم من المغاربة لن يحتاجوا لمن يلقنهم دروسا في الوطنية،واعين كل الوعي بالحملات التي تستهدفهم من الخارج والداخل، ومحاولة الزج بهم وتحويلهم لهشيم تأكله النيران في هذا البلد.
إن قلة الحياء لم تعد تقتصر على القلة القليلة من أبناء الريف ممن يمثلون أنفسهم، بل أضحت عادة كل متملق حقود مسترزق يبتغي عسل الأعداء والجبناء ، وما يؤكد ذالك ما ينشر من تراهات بوسائط التواصل الإجتماعي وقناة اليوتوب من قبل بعض قليلي الحياء .
حتا الإنقلابيين في عهد الراحل الحسن الثاني من المدنيين ، وخصوصا أولائك الذين عاشوا بالمنفى لسنسن طويلة وكانوا يحضون بدعم بعض قادة الدول وكان لهم وزنهم وثقلهم السياسي ، لم يكونوا قليلي الحياء .
فرحم الله عبدا عرف قدره، أما الفقاعات من عديمي الحياء والذين لا يمثلون حتا أسرهم الصغيرة نقول لهم ” اللهم خروب بلادي ولا عسل البلدان ” وجعلكم كما إخترتم أن تكونوا أذلة المغاربة .