وكالات
أعلنت فصائل المعارضة السورية المسلحة، فجر الأحد، عن إسقاط “الطاغية” بشار الأسد بعد “هروبه” و”بدء عهد جديد” لسوريا، إثر دخول قواتها العاصمة دمشق بعد هجوم سريع أنهى حكم عائلة الأسد الذي دام لأكثر من خمسة عقود.
وهذا الهجوم، الذي بدأ في 27 نونبر 2024، شهد تقدمًا واسعًا وغير مسبوق للفصائل المعارضة، وانتهى بسيطرة على دمشق، بعد أن فقدت القوات الحكومية تماسكها في معارك مفصلية.
مع صباح الأحد، استفاق سكان العاصمة السورية على مظاهر فرح عارمة، حيث تخللت الأجواء زغاريد وطلقات نارية في الهواء، وفق ما أفاد مراسلون لوكالة فرانس برس.
في ساحة الأمويين وسط العاصمة، تجمع عدد من الأشخاص، بينهم عناصر من الفصائل المعارضة، وهم يرفعون قبضاتهم وشارات النصر، بينما كان الصوت المسموع في الخلفية هو إطلاق النار في الهواء،. كما أظهر شريط آخر إسقاط تمثال الرئيس الراحل حافظ الأسد، والد بشار، في ساحة عرنوس، ليقوم المتظاهرون بالدوس عليه وتدميره بالعصي.
في مشهد غير مسبوق، أطل مجموعة من تسعة أشخاص عبر شاشة التلفزيون الرسمي من داخل استوديو الأخبار، حيث تلا أحدهم بيانًا أعلن فيه “تحرير مدينة دمشق وإسقاط الطاغية بشار الأسد”، وأكد أن “غرفة عمليات فتح دمشق” قد تمكنت من إطلاق سراح جميع المعتقلين المظلومين من سجون النظام، كما أعلنت الفصائل عبر حسابها على تطبيق “تلغرام” عن “فرار بشار الأسد” و”تحرير دمشق”.
من جهة أخرى، قال رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن الأسد غادر سوريا عبر مطار دمشق الدولي، بعد أن انسحب عناصر الجيش والأمن من المطار. وبينما لم تتوفر معلومات دقيقة عن مكان وجود الأسد، أفاد مصدر قريب من حزب الله اللبناني أن الحزب قد سحب مقاتليه من محيط دمشق وحمص باتجاه لبنان والساحل السوري.
في المقابل، عبرت العديد من الشخصيات عن فرحتها بهذه اللحظة التاريخية، حيث أكد مظلوم عبدي، قائد قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من أمريكا، أن هذه اللحظة تشكل فرصة لبناء سوريا جديدة تقوم على الديمقراطية والعدالة. في واشنطن، تابعت الحكومة الأمريكية الأحداث، بينما قال الرئيس الأمريكي الأسبق، دونالد ترامب، عبر منصاته الإعلامية، إن “الأسد رحل” بعد أن فقد دعم روسيا.
في شوارع دمشق، كانت التكبيرات والزغاريد تتصاعد من المساجد والأحياء، حيث علق السكان على هذا الحدث التاريخي الذي وصفوه ببداية عهد جديد لسوريا. وقال عامر بطحة، أحد سكان العاصمة، “انتظرنا طويلا هذا اليوم، نبدأ تاريخا جديدا لسوريا”. وفي حي آخر، عبرت إلهام البساتنة عن فرحتها قائلة: “اليوم، لا أخاف بعد اليوم، فرحة اليوم عظيمة ولن تكتمل إلا بمحاسبة المجرم”.
على صعيد آخر، تمكنت فصائل المعارضة من تحرير أكثر من 3500 سجين من سجن حمص العسكري، وهو أحد أكبر السجون في سوريا الذي اشتهر بتعرض المعتقلين فيه للتعذيب. في دمشق ودرعا، أسقط المتظاهرون تماثيل للرئيس الراحل حافظ الأسد في مشاهد تعبيرية عن نهاية حقبة الأسد.
مع هذه التحولات الجذرية، تتابعت الأنباء عن تقدم المعارضة في عدة مناطق أخرى، ما يشير إلى مرحلة جديدة في تاريخ سوريا، التي عانت طويلاً من الدكتاتورية والحروب، وهذه الأحداث تشكل فصلاً جديدًا في صراع طويل ومؤلم، قد يفتح الطريق لبناء سوريا جديدة تقوم على أسس العدالة والحرية.