شجاعة الشهادة إرث يحيى السنوار

20 أكتوبر، 2024 - 15:14 لنا-الكلمة تابعونا على Lwatan

بقلم ياسين الحسناوي

في كل زمن، تنجب الأرض أبطالا نذروا أنفسهم لقضايا أمتهم، وجعلوا من حياتهم مشعلًا يضيء دروب العزة والكرامة، والشهيد بإذن الله يحيى السنوار كان واحدًا من هؤلاء الأبطال، الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فوهب نفسه للمقاومة حتى اللحظة الأخيرة، ليختار قدر الشهادة بكل إرادة، وينحت في تاريخ الأمة صفحة جديدة من الفداء.

استشهاد يحيى لم يكن مجرد رحيل؛ بل هو اختتام لمسار من الكفاح ضد عدو لا يعرف إلا الظلم والعدوان، وكما يُقال: “ليس الموت شرًا، الشر أن تحيا حياة ذليلة”، فإن السنوار اختار أن يحيا حرًا ويقاتل من أجل قضية سامية، مفضلًا الموت في ساحات النضال والقتال على حياة الذل التي يتمسك بها أعداؤه.

في لحظة استشهاده، لم يكن يحيى السنوار مجرد قائدٍ يحمل سلاحه؛ بل كان رمزًا لعزة الأمة كلها، هذا القائد الذي عرف العدو حقيقته حين حاول استغلال موته كأداة دعائية، لكنه لم يدرك أن هذه اللحظات العظيمة لا تُزيَّف، بل تُسجل في تاريخ الشعوب كعناوين للمقاومة التي لا تعرف الاستسلام.

أبطال مثل السنوار لا يرهبون الموت، بل يرونه محطة أخيرة على طريق طويل من العزة والإباء، إنهم كمن قال عنهم الفيلسوف فريدريك نيتشه: “ما لا يقتلني يجعلني أقوى”، فاستشهادهم لا يُضعف المقاومة بل يُحييها، بل يزرع في الأجيال القادمة بذور الصمود والعزم على تحرير الأرض وكنس المحتل.

وعندما نستذكر كلمات السنوار: “أكبر هدية يمكن أن يقدمها لي العدو هي أن يغتالني، وأفضل أن أقتل شهيدًا”، نرى في هذه الكلمات إرثًا لا ينسى، ورسالة لكل من يأتي بعده بأن الموت في سبيل الكرامة هو الخلود الحقيقي.

رحم الله يحيى السنوار، وكل الأبطال الذين مضوا في سبيل الحق، وأبقى شعلة مقاومتهم حية في قلوب الأحرار.