مع اقترابِ عيد الأضحى، يأملُ مغاربة العالم في الالتحاقِ بأرض الوطنِ لمشاركة ذويهم فرحةَ “العيد”؛ غير أن هذه الآمال تصطدم بتعقيدات وشروط مجحفة أقرتها الحكومة المغربية لصالح الراغبين في الدخول إلى المملكة، من بينها الحصول على شهادة طبّية تكشفُ خلوّهم من فيروس “كورونا 19” وحصر تنقلهم عبر ناقلتين جويتين.
ويشتكي مغاربةُ العالمِ على مستوى أوروبا مما اعتبروه “صعوبة التنقل إلى أرض الوطن، في ظل الشّروطِ الصّارمة التي وضعتها السلطات المغربية في وجه كلِّ وافد على البلاد؛ وهو ما اعتبروه “سببا مباشرا في عدم التحاقهم بذويهم خلال عطلة الصيف، التي تتزامن مع عيد الأضحى”.
وسيكون على مغاربة العالم الذين يتنقلون عبر سياراتهم الخاصة المرور عبر ميناء سيت الفرنسي أو ميناء جنوة الإيطالي، في حال ما رغبوا في الالتحاق بأرض الوطن؛ وهو ما اعتبره نور الدين الخضراوي، مغربي مقيم في مدينة نانسي الفرنسية، “عذابا حقيقيا وتجاهلا من قبل الحكومة المغربية التي تركتنا لحالنا”.
واستثْنت الحكومة المغربية الموانئ الإسبانية من العبور نحو المملكة هذا العام بسببِ اشتراط مدريد فتح بوابتي سبتة ومليلية المحتلتين أمام بضاعتها لفتح الحدود، ما اعتبره المغرب “ابتزازاً واضحاً”، بينما لا يزالَ آلاف مغاربة العالم ممن واظبوا على الدخول إلى المملكة عبر البوابة الإسبانية يرجون طيّ صفحة “الخلاف” وتنظيم رحلات تعيدهم إلى الوطن.
وبرمجت الخطوط الملكية المغربية عدداً كافياً من الرحلات الجوية لإنجاح هذه العملية؛ في حين أوضحت الحكومة أنه يتعين على المسافرين قبل صعود الطائرة أو الباخرة تقديم اختبار كشف (PCR) لا تقل مدته عن 48 ساعة، والتقيد بالتدابير الصحية الصارمة الموصى بها؛ كما يمكن إجراء اختبار كشف (PCR) خلال السفر.
وقال أحد مغاربة بلجيكا ممن وجدوا أنفسهم مضطرين إلى العبور عبر ميناء “سيت” الفرنسي لولوج التراب المغربي إن “الشروط التي وضعتها الحكومة المغربية لن تخدم السياحة الوطنية والاقتصاد الوطني الذي يعرف تراجعا بسبب تداعيات الفيروس”، داعيا إلى “تجاوز هذه الوضعية الحرجة التي لن تخدم أحدا”.
ويعيش المغاربة العالقون في الخارج، ومعهم أفراد الجالية الراغبون في العودة إلى المغرب، بعد إعلان الحكومة فتح الحدود الجوية جزئيا، في حيْرة من أمرهم، بسبب الشروط التي رهنت بها الحكومة تفعيل عملية العودة، وخاصة اشتراطها إجراء فحص طبي للتأكد من خلوّ المسافر من فيروس كورونا، وحجز تذكرة السفر عبر شركتين فقط، هما الخطوط الملكية المغربية و”العربية للطيران” دون غيرهما.