لازالت قضية “إلغاء” الملكيين الإسبانيين، فيليبي السادس وليتزيا، زيارتهما إلى كل من سبتة ومليلية المحتلتين في شمال المغرب، من أجل دعمهما بعد معركة كوفيد 19، تسيل الكثير من المداد في الصحافة الإسبانية التي تواصل النبش في القضية وتتحدث عن وجود عوامل ألغت الزيارة، وليس وفق ما أشارت إليه وكالة الأنباء الإسبانية الرسمية “إيفي”، بأن زيارة المدينتين لم تكون – في الأصل- مدرجة في برنامج زيارات الملكين للمدن الإسبانية.
صحيفة “Periodista Digital” الإسبانية، نشرت أمس الجمعة في هذا السياق، بأن رئيس الحكومة بيدرو سانشيز هو الذي وقف في وجه زيارة الملكين إلى سبتة ومليلية، وقام بمنع زيارتهما بإعلان نبأ رسمي ينفي إدراج المدينتين في برنامج الزيارات التي يقوم بها الملكان للمدن الإسبانية لدعمهما من أجل النهوض والعودة للانتعاش السياحي والاقتصادي بعد الركود الذي تسبب فيه وباء كورونا.
ووفق ذات المصدر، فإنه يوجد الآن خلاف حاد بين رئيس الحكومة الإسبانية والقصر الملكي الإسباني، بسبب تدخل بيدرو سانشيز وتغيير برنامج زيارات الملكين، ولا يُستبعد -حسب الصحيفة الاسبانية نقلا عن مصادر مقربة من القصر- أن يقوم القصر الملكي الإسباني بتقديم احتجاج علني ضد بيدرو سانشيز لتدخله الذي وُصف بـ”المستفز” لتغيير جول أعمال الملكين.
وأشارت صحيفة بيريوديستا ديخيتال الإسبانية، أن رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، تدخل لمنع زيارة الملكين إلى كل من سبتة ومليلية، حتى لا يُغضب الملك محمد الساس والمغرب، إضافة إلى خوف سانشيز من “العقاب” من طرف المغرب، في حالة إذا قام الملكان الإسبانيان بزيارة سبتة ومليلية.
وأضافت ذات الصحيفة، أن الغضب حاد في القصر الملكي، ليس فقط بسبب تدخل بيدرو سانشيز لمنع زيارة الملكين الإسبانيين إلى سبتة ومليلية، بل حتى للطريقة التي استخدمها لذلك، وهو إعلان خبر رسمي على وكالة الأنباء “إيفي” يفيد بعدم وجود زيارة مرتقبة للملكين إلى سبتة ومليلية، وقد وصل خبر النفي للملكين عن طريق الصحافة فقط دون أن يكون لديهما أي علم مسبق.
وأشارت الصحيفة الإسبانية، أن إلغاء الملكين الإسبانيين زيارتهما لكل من سبتة ومليلية المحتلتين، أحزن سكان المدينتين الذين كانوا ينتظرون قدومهما من أجل إعطاء دفعة معنوية لهم، ولعودة النشاط الاقتصادي بهما بعد الأزمة الخانقة الناتجة عن تفشي وباء كورونا.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن قضية زيارة الملكين الإسبانيين إلى سبتة ومليلية، تُعتبر من القضايا التي توتر العلاقات بين المغرب وإسبانيا، وقد سبق أن قام الملك خوان كرلوس بزيارة إلى المدينتين في 2007، وقد هدد ذلك بقطع العلاقات بين البلدين.
ويعتبر المغرب، سبتة ومليلية مدينتين محتلتين من طرف إسبانيا، ولا يعترف بإسبانيتهما، وبالتالي فإن زيارة الملكين الإسبانيين إلى المدينتين يُعتبر استفزازا صريحا للمغرب.