عودة إلياس العماري: هل هي نقد الذات من بوابة الصحافة؟؟

15 أغسطس، 2024 - 17:50 الرئيسية تابعونا على Lwatan

ياسين الحسناوي

عاد إلياس العماري، الشخصية السياسية المثيرة للجدل، إلى الساحة العامة، لكن عودته هذه المرة حملت معها طابعًا مختلفًا، فعلى خلاف ما اعتاده المتابعون، لم يعد العماري من باب الهجوم أو الإساءة إلى الشخصيات البارزة في المشهد السياسي، بل جاءت من باب الصحافة، تلك المهنة العريقة التي يحمل أصحابها رسالة نبيلة.

من خلال برامجه الاذاعية بمحطة “كاب راديو”، تناول العماري مواضيع متنوعة بعيدًا عن الخطابات السياسية الحادة التي طبعت مسيرته في الماضي، وعلى ما يبدو أن هذه العودة ليست مجرد عودة إلى الأضواء، بل هي عودة إلى التأمل والنقد البناء، وهذا التحول في الأسلوب يدل على تطور فكري وشخصي، فالعماري اليوم يناقش القضايا بموضوعية ويطرح رؤى مختلفة، ما يعزز قيمة النقاش العام بدلاً من تأجيجه.

ما يميز هذه العودة أنها تحمل رسالة ضمنية لجميع السياسيين والإعلاميين: لا يكون البريق عبر الإساءة أو الهجوم الشخصي، بل من خلال النقد البناء والإسهام الإيجابي في النقاش العام، ربما تعلم ابن الحسيمة من تجاربه السابقة أن السبيل إلى استعادة الثقة يكون عبر تقديم بدائل أفضل في الطرح والتعامل.

إن الريف، المنطقة التي شهدت الكثير من الأحداث الهامة على مدى عقود وكان اخرها حراك الريف سنة 2016، بحاجة إلى رجاله القادرين على قيادة النقاش العام بطريقة بناءة وفعالة.

وعودة إلياس العماري إلى الساحة الإعلامية بهذه الروح الجديدة هي موضع ترحيب، وهي بمثابة دعوة لكل من يرغب في التغيير الإيجابي، ولعلها تكون بداية جديدة لمسار مختلف يسهم في تطوير المشهد السياسي والإعلامي في المغرب.

أهلاً بعودة إلياس العماري، ليس فقط كشخصية سياسية، بل كإعلامي جديد يسهم في بناء ثقافة حوار أكثر رصانة وأقل “تطرفًا”.