متابعة
حدثٌ هامٌ هزّ أرجاء القلعة الحمراء، تعاقد الوداد الرياضي رسميا مع المدرب الجنوب أفريقي رولاني موكوينا لقيادة دفة الفريق خلال المواسم الثلاثة القادمة.
خطوةٌ تُبشر بِعهدٍ جديدٍ يَحملُ معه آمالاً عريضةً لمحبي وعشاق وداد الأمة، فما حققه موكوينا مع فريقه السابق ماميلودي صن داونز خلال فترة اشرافه على تدريبه يُؤكّد على علوّ كعبه التدريبي وعبقريته التكتيكية وموهبته التي قل نظيرها في القارة الافريقية.
لكن، في خضمّ هذه الفرحة العارمة، طغى شعورٌ غريبٌ من الامتعاض والاستياء على نفسي، وهي طريقة تقديم موكوينا لوسائل الإعلام أمس الخميس، والتي كانت دونَ المستوى المأمول، بل مُخجلةً لفريقٍ بحجم الوداد، تاريخه، جماهيره، وقيمته وسط نخبة الفرق الأفريقية.
أين هي العظمة والاحترافية التي لطالما تميز بها الوداد؟ أين هي الحفاوة والتقدير اللائقان بمدربٍ بحجم موكوينا؟ بدلاً من حفلٍ مُنظّمٍ يُليق بالمناسبة، عَمّت الفوضى والعشوائية المكان، مصوّرون يلتقطون الصور بأجهزة هواتفهم، وبثوث مباشرة على مواقع التواصل الاجتماعي يُسيءُ للصورة المُشرقة للإعلام الرياضي المغربي.
أهذه هي الطريقة التي سنعتمدها لتقديم نجوم الكرة في بلادنا للعالم؟ أين هي الشركات المُختصّة بتنظيم مثل هذه الفعاليات؟ ألا يملك الوداد الإمكانيات الكافية لضمان تقديمٍ لائقٍ يليقُ باسمه وتاريخه؟
ما حدثَ يُؤكّد على ضعفٍ وخلل واضحين في البنية التحتية للإعلام الرياضي المغربي، وغيابٍ تامٍ للمهنية والاحترافية التي نراها عند شركائنا في تنظيم كأس العالم 2030 اسبانيا والبرتغال او حتى عند اشقائنا في السعودية وقطر والامارات… فكيف سنُواجهُ التحديات القادمة ونُنظّمُ الفعاليات الرياضية الكبرى التي تحتضنها بلادنا، ككأس أفريقيا العام القادم وكأس العالم 2030، أبمثلِ هذا المستوى المُتردّي؟
إنّ الوداد مطالبٌ بِإعادة النظر في طريقة تعامله مع مثلِ هذه الأحداث، فالجمهور الودادي يستحقّ الأفضل، والكرة المغربية تستحقّ أن تُمثّل على أحسنِ وجهٍ أمام العالم.
فلنُنظم ونُحضر ونُبهر، ونُثبت للعالم أنّ المغرب بلدٌ مُتحضّرٌ يُقدّرُ الرياضة ويُحترمُ نجومها.