أنمون:
عبر الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش عن خيبة أمل كبيرة في الاتحاد الأوروبي لعزوفه عن مساعدة بلاده في مواجهة فايروس كورونا.
وبنبرة غاضبة قال الرئيس الصربي إن ”التضامن العالمي غير موجود“، بينما وصف التضامن الأوروبي بأنه ”قصة خرافية على الورق“ وعلق أمله الوحيد بالصين، معتبرا رئيسها شي جينغ صديقا وأخا مقربا لصربيا.
وصب الرئيس الصربي جام غضبه على الاتحاد الأووربي الذي تخوض بلاده منذ سنوات مفاوضات للانضمام إليه، وشكا بحسرة من قرارات الاتحاد الأوربي بمنع بلاده من استيراد المعدات الطبية بحدة عدم وجود ما يكفي لدول الاتحاد، مستذكرا أن زعماء الاتحاد كانوا يصدرون الأوامر لصربيا بعدم شراء البضائع من الصين.
وقال: ”إن هذا القرار اتخذ من أشخاص كانوا يرسلون لنا الأوامر أنه لا ينبغي لنا شراء البضائع من الصين… هولاء كانوا يريدون منا أن نعدل شروط مناقصاتنا الخارجية، بحيث لا يكون السعر المنخفض هو الأولوية، لنشتري بضائعهم ذات الجودة الأعلى“.
وتابع: ”كانوا يطلبون أن نشتري كل شيء من الاتحاد الأوروبي… عندما كانوا يريدون المال الصربي فرضوا علينا شروط مناقصاتهم، لتأخذ الشركات الأوروبية المال الصربي“.
وأردف: ”اليوم وسط الألم والخطر لم يعد المال الصربي ضروريا ورفضوا بيعنا المعدات… أقول شكرا للاشيء .. سأجد طريقة لشكرهم، ليس كما أقوله اليوم ككلمات رئيس دبلوماسية ومهذبة“.
ويبدو أن فايروس كورونا سيؤثر بشكل قوي على الجسم السياسي للاتحاد الأوروبي، بعدما أظهر اختبار انتشار الوباء بين دول تكتل اليورو أن مستوى التعاضد ليس على قدر المتوقع.
وكانت إيطاليا العضو المؤسس في الاتحاد الأوروبي التي تفشى فيها المرض أكثر من نظيراتها في الاتحاد، قد عبرت عن خيبة الأمل، من الاتحاد الأوروبي واتهمت التكتل بوضع العراقيل أمامها.
وقال الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا: ”ننتظر منها (الدول الأوروبية) على الأقل ألا تعيق مساعي التضامن معنا في مواجهة الفيروس، ضمن إطار المصلحة المشتركة“.
ومنذ قدوم فايروس كورونا إلى أوروبا بدا أن كل دولة تكتفي بإجراءاتها الأحادية لمكافحة الفايروس، بحسب مقدراتها الخاصة، ما أوحى بأن الاتحاد سقط في الاختبار القاسي، وكان إسفينا لخلاف سيكون له ما بعده.
فقد ذهبت مجلة ”ناشيونال إنترست“ الأمريكية إلى أن تفشي كورونا في القارة الأوروبية قد يؤدي في النهاية إلى تفكك الاتحاد الأوروبي نتيجة تعامل الدول الأعضاء بشكل فردي مع الوباء ورفض الدول الرئيسية تقديم المساعدة للأعضاء الأقل ثراء.
وذكرت المجلة أن معظم دول الاتحاد الأوروبي اختارت العمل الفردي في مواجتها لكورونا، بما فيها إغلاق الحدود وحظر السفر والحجر الصحي الإلزامي إضافة إلى قرار عدد من دول الاتحاد منع دخول الإيطاليين.
وتوقع التقرير أن تواجه أكبر الاقتصادات الأوروبية وهي فرنسا وألمانيا وبريطانيا مصاعبا كبيرة في الفترة المقبلة بسبب كورونا، ما سيقلل من قدرتها على مساعدة الدول الصغيرة، التي قد تطلب خطة إنقاذ من شركائها بسبب عدم قدرتها على المواجهة.
وبحسب التقرير ستكون بريطانيا مرتاحة الضمير دون الشعور بأي مسؤولية، لخروجها من الاتحاد، بينما توقع أن تقرر إيطاليا أنها ستكون أفضل حالا لو أنها خارج الاتحاد.