عاد الابتزاز والسمسرة في جيوب المواطنين بقوة إلى محطة سيارات الأجرة من الصنف الكبير بالناظور، مع حلول فصل الصيف، وذلك بدون تسجيل أي تدخل من السلطات المعنية للتصدي لهذه الظاهرة التي يتحدى بها أصحابها جميع القوانين، وذلك في ظل غياب مراقبين عن المرفق من أجل منع أي سلوك غير قانوني لبعض السائقين والمتعاونين معهم من غير المتوفرين على البطائق المهنية.
ويعمد العديد من السائقين ممن لا ضمير مهني أو أخلاقي لهم، إلى إفراغ الخطوط ذات الأمدين المتوسط والقريب، بشكل مفاجئ مع حلول الفترة المسائية والليلية، حيث يركنون سيارات الأجرة بعيدا وينسقون مع أشخاص يقدمون أنفسهم كمنظمين من أجل جلب الزبائن بطرق غير مشروعة، حيث يفرضون عليهم أداء تسعيرات خيالية مقابل نقلهم.
وعاينت “ناظورسيتي”، رفض العديد من السائقين الالتحاق بمحطة الوقوف الخاصة بخطوط العروي، بوعرك، سلوان، وقرية أركمان…؛، وذلك بهدف جعل محطة الناظور تكتظ بالمواطنين، وبعده يشرع “السماسرة” في سؤال كل فرد على حدا عن الوجهة التي يريد التنقل إليها، وبعد ذلك يقترحون عليهم تسعيرات غير قانونية تتراوح ما بين “20 و 50 درهم”.
ويعتقد الكثير من المواطنين، خاصة النساء وكبار السن، أن الاختفاء المفاجئ لسيارات الأجرة من محطة الناظور، راجع إلى انعدامها أو قلتها بسبب ارتفاع الإقبال، بينما أن الحقيقة شيء آخر وتتعلق بتحايل واضح على القانون يروم جعل المرتفقين يتهافتون على “السماسرة” من أجل الاستفادة من الخدمة.
وقال سائق مهني ، إن الاختفاء المفاجئ لسيارات الأجرة من محطة “الطاكسيات” الكبيرة بالناظور، راجع إلى رغبة الذي يغلبهم الجشع واستغلال معاناة الناس في كسب أرباح من المال الحرام، حيث يتحينون الفرص لفرض تسعيرات مرتفعة على فئة هامة من محدودي الدخل والعمال، وهو أمر غير منطقي ويسيء إلى المهنة ويقتضي تدخلا صارما من السلطات.
ودعا المتحدث مع الجريدة، المواطنين إلى التحلي بالحذر وعدم التعامل مع السماسرة في المحطة أو ركوب الطاكسيات غير المركونة في الخطوط الخاصة بالرحلات القصيرة والمتوسطة، وفي حالة محاولة أحدهم استقطابهم لأداء أثمنة مضاعفة عليهم التوجه إلى مركز الشرطة وتسجيل شكاية ضد السائق والمنظم الوهمي من أجل اتخاذ الإجراء اللازم في حقهما.
من جهة ثانية، ناشد مواطنون الجمعيات الحقوقية والبرلمانيين والمنتخبين بالإقليم، الدخول على الخط للقضاء على الظاهرة، وإن تعلق الأمر بمراسلة الجهات المسؤولة عن القطاع وفي مقدمتها عامل صاحب الجلالة على إقليم الناظور.
إلى ذلك، وللقضاء على الظاهرة بشكل جذري، يأمل المواطنين إلى تمديد توقيت عمل حافلات النقل الحضري إلى غاية منتصف الليل، وذلك من أجل تمكين فئة عريضة من سكان الإقليم بالعودة إلى منازلهم في ظروف جيدة بعيدا عن الأساليب السالف ذكرها.